قصة ضياع الطريق هي قصة شخص حقيقي ضاع بين الرفقة السيئة ومشاكله العائلية حيث انه يحكي كيف سببت له مشاكله العائلية والتي هي غالبا ما تكون السبب الرئيسي في تأثير على نفسية الأطفال او المراهقين والتي بدورها قد تؤدي الى الضياع في متاهة من الصعب الخروج منها.

بداية الضياع:

كان عمري 7 سنوات عندما قام أبي بتطليق أمي وذلك بسبب المشاكل الدائمة بينهم. ومن هنا تبدأ قصة ضياعي بمستقبل مظلم ونفسية متأزمة.

بعد ما انفصل أهلي عن بعضهم قام ابي بزواج مرة أخرى بعد مرور أقل من 7 شهور، وهو الشيء نفسه الذي قامت به أمي تزوجت من رجل اخر.

كنت غالبا ما أعيش مع أبي ولكن زوجته لم تكن تحبني ولا تعتني بي جيدا ودائما ما تقوم بتوبيخي بسبب أشياء بسيطة، لذلك قررت أن أعيش مع أمي لكن وللأسف نفس القصة مرة أخرى مع زوجها حيث كان يضربني ويقذفني بالشتائم لأسباب بسيطة او بدون سبب فقط لان مزاجه سيء.

كنت أحس أني منبوذ من كلى الطرفين واني فقط مجرد أداة ازعاج في حياتهم، مما أدى الى تغيير نفسيتي وأصبحت حياتي كئيبة وأنا لازلت في سن صغير. بعد ما وصلت الى سن المراهقة ما بين 16 الى 19 سنة وهو الوقت الذي لم أجد فيه أحدا يرشدني او يعطيني النصائح او يهتم بي حتى تعرفت على أشخاص بقصص مأساوية مثلي وأحيانا أسوأ مني منهم من تعرض للعنف الأسري أو الاغتصاب او لتعذيب وخيرها من القصص والتي حين اسمعها أحس أني أفضل حالا.

الرفقة السيئة:   

بعد ما تعرفت على بعض الأصدقاء والذين كانوا يشعرونني بالاهتمام لأمري وهدا الشيء الذي لم اجده قبل ذلك في أسرتي المتفككة لذلك كنت أرى هؤلاء الأصدقاء والذين هم بالأساس وحوش بمظهر بشري وهو الشيء الذي احترفته بسبب مرافقتهم كيف أصبح وحشا شيطاني مثلهم. كنا نشرب الخمر وندخن الحشيش وكل أنواع المخدرات الأخرى وأيضا نعاكس النساء ونسرق أحيانا ونعتدي على أشخاص اخرين لا نحبهم، كلما كان أبي يسألني اين انت أقول له انا مع امي وعندما تسألني أمي أقول لها مع أبي هكذا كان يظن كلامها أني مع الأخر وبما انهم منفصلين على بعض لا يسأل أحدهما الأخر لتأكد من المعلومات.

قد يعجبك  قصة تحكي على الواقع الحالي.

بقيت حياتي على هدا الحال لأعوام كثيرة وحش أدمي يعرفني على وحش أخر وكان مجتمعنا والذي اسميته مجتمع الوحوش الأشرار يكبر يوما بعد يوم، اليوم نمرح ببيت فلان واليوم نجلب فتيات بشقة فلان وهكذا الحياة لسنوات عديدة رغم أني من داخلي كنت أصارع وأعرف أني في الطريق الخاطئ وكنت اعرف ان هدا الطريق نهايته مشؤومة ولم أكن اريد هذا النوع من الحياة.

الغيبوبة الكبرى.

ذات يوم وانا مع أفضل أصدقائي الذين لم يكونوا يريدون هم بدورهم هذا النوع من الحياة بسبب ظروفهم الاجتماعية أو الاسرية علقوا في هاته الحياة المشؤومة مثلي، كنا نركب سيارة بمنتصف الليل بعد ان شربنا ودخنا واستمتعنا مع النساء ونحن بطريق نصرخ من النوافذ ونشتم. فجأة وبلحظة واحدة أرى السيارة تنقلب يمينا يسارا وأنا جالس بالوراء بعدها لم احسس بأي شيء وبعد مدة والتي كانت عبارة عن لحظات بالنسبة لي أفقت من الغيبوبة لأرى نفسي على السرير بالمستشفى وحيدا اعاني من كسور بالساق وبعض الاضلع. بعد ما سألت الطبيب عن الأشخاص الذين كانوا معي عرفت أني أنا الوحيد الناجي من الحادث المميت. بعد صحوتي من الغيبوبة أدركت مباشرة أني كنت في غيبوبة كبرى والتي جعلتني بعيدا عن الطريق الصحيح والتخطيط الى مستقبلي ومحاولة نسيان حالتي الأسرية وتركيز على تقوية مهاراتي ونفسي والتعلم من انهيار أسرتي وأخدها عبرة لإنشاء أسرة خاصتا بي تكون أكثر توافقا وتواصلا مع بعض مليئة بالحب والعطاء. لذلك ابتعدت عن طريق الشر الذي كنت اعيشه وبدأت بتعويض نفسي الوقت الذي خسرته من حياتي

الحكمة والعبرة من القصة.

لا تدع أي مشكل مرتبط بك ان يؤثر على حياتك فالقوة تكمن في كيفية الكفاح والصبر وتقوية نفسك من خلال المشاكل التي لديك وتجعلها مصدر قوة وأن تعتبرها دروس لقنتها لك الحياة بطريقة صعبة.

قد يعجبك  قصة كفاح لرجل أعمال مغربي بدأ من تحت الصفر

حاول دائما أن تجري عكس التيار ولا تدعه يجرك لطريق الذي انت لا تريد ان تقحم حياتك فيه.

رافق الأشخاص الجيدون والذين يحبون تطوير أنفسهم ولا يشتكون من المشاكل بل يقاوم بعزيمة قوية فكلما أحطت نفسك بأشخاص جيدين ذوي أفكار وابتكار والذين لا يستسلمون لظروف سوف تجد نفسك تسير على خطاهم وتطور نفسك يوما بعد يوما فأفضل مقياس لشخصيتك هو أن تسأل نفسك كيف كنت قبل سنة او 5 سنوات هل تعلمت شيء او أنك ما زلت بنفس المستوى.

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.