تعد البطالة وفقدان الوظائف مشكلة خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. هناك العديد من الأسباب التي تساهم في زيادة البطالة، ومعدل فقدان العمل. والتي يمكن أن تكون ضارة بشكل خاص للمجتمعات والأفراد. 

بالسنة الحالية هناك الكثير من الشركات العالمية العملاقة، قامت بتسريح الموظفين. (والتي تطرقنا لها بهذا الموضوع)، لكن ما الأسباب التي تجعل من الشركات مضطرة في تقليل عدد الموظفين؟ 

بهذا الموضوع، سنحاول الرد على جميع الأسئلة التي يمكن أن تسألها. كذلك سنلقي نظرة على الأسباب المختلفة للبطالة وفقدان الوظائف، بالإضافة إلى الآثار السلبية لهذه التغييرات. سوف نفحص الدوافع الاقتصادية والتكنولوجية لانعدام الأمن الوظيفي. 

لنتعرف على أهم العوامل والأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدل البطالة بالعالم.

تغير المسار الإقتصادي

يمكن أن تؤدي التغييرات الهيكلية بالاقتصاد إلى البطالة وفقدان الوظائف.

مثلا بالثمانينات كان هناك طفرة في الطلب على خبراء الميكانيك. أما اليوم المسار الإقتصادي أصبح متجه نحو البرمجة، والتقنيات الإلكترونية.

كذلك يمكن أن تشمل هذه التغييرات، تحولات في أنواع الوظائف المتاحة، والتغيرات في عمليات الإنتاج للشركات، وظهور تقنيات جديدة تبسط العمل. 

غالبا ما تتسبب التغييرات الهيكلية في المسار او التوجه الإقتصادي في فقدان او انخفاض مناصب العمل. لأنها بدورها تؤدي إلى انخفاض في الطلب على مهارات معينة، أو نوع ما من الوظائف المتاحة.

يمكن أن تؤدي التغييرات الهيكلية أيضًا إلى استبدال الوظائف، حيث تحل التقنيات الجديدة محل مهام عمل معينة.

التضخم، وانهيار الإقتصاد

انهيار الاقتصاد

كنا قد تعرفنا على دور التضخم في إفلاس الشركات بهذا الموضوع. يعتبر التضخم الكابوس المرعب للدول والشركات، وذلك بسبب أن التضخم يعني الدمار الإقتصادي.

التضخم الحالي بالعالم، هو من أهم أسباب الذي دفع أكبر الشركات لتسريح 10 آلاف من الموظفين

لكن ما هي أهم أسباب التضخم؟

ظهور تكنولوجيا جديدة

هناك العديد من الشركات عبر السنين أفلست، ذلك بسبب أنها لم تطور من نفسها، أو لم تتأقلم مع التكنولوجيا. 

على سبيل المثال كانت شركة كوداك تتربع على عرش صناعة الأشرطة الصورية. لكن بعد ظهور التصوير الرقمي الذي لا يحتاج شريط أفلست الشركة، لأنها لم تتطور، أو لم تتأقلم مع تكنولوجيا الجديدة.

قد يعجبك  اكبر الدول العربية المستثمرة في سندات الامريكية

مثال آخر شركة موتورولا ونوكيا، كانا يسيطران على سوق الهواتف. بعض ظهور الهواتف الذكية، او هواتف بشاشة اللمس لم يواكبوا هذا التغير، وأين هما الآن؟

الحروب

أفلست العديد من الشركات، والدول بسبب التضخم. وهذا الأخير كان بسبب الحروب، مثل الأزمة الأمريكية بالحرب العالمية الثانية.

أقرب مثال هو الحرب الروسية، التي تسببت في زيادة التضخم بمعظم دول العالم. لأننا الآن نعيش بعالم كل شيء مرتبط ببعضه.

حرب بالصين أو أمريكا تعني انهيار اقتصاد شركات أو دول في قارة اسيا او افريقيا.

الديون الخارجية

تزيد نسبة الديون التي تأخذها الدول لسداد احتياجاتها، بنسبة التضخم. وهذا الذي حصل بتركيا ومصر وخصوصا لبنان التي مع الأسف تنهار بشكل خطير.

الفساد

مع الاسف الفساد الإداري، والفساد الحكومي هو من بين أكبر الأسباب للتضخم. هناك الكثير من الدول العربية والإفريقية التي بها فساد عميق للغاية في المنظومة، من وزراء و مسؤولين وبرلمانيين.

من خلال سرقة صندوق المال الدولي، ونهب المال العام، عن طريق تهريبه الى خارج البلد. هنا يصبح لدينا عجز كبير جدا بسيولة والميزانية الحكومية. ونتيجة لهذا يبدأ التضخم بالارتفاع.

المشكلة أن الكثير من المال المهرب تستفيد منه الدول الأوروبية وعلى رأسها البنوك السويسرية.

المهارات التي عفا عليها الزمن

أحد أكثر أسباب البطالة وفقدان الوظائف شيوعًا، هو امتلاك مجموعة مهارات قديمة. 

مع التقدم السريع للتكنولوجيا، فإن امتلاك نفس المهارات منذ عقد مضى، لا يكفي في سوق العمل الحديث

يحتاج الموظفون إلى تحديث مهاراتهم ومعرفتهم باستمرار، إذا كانوا يريدون البقاء في المنافسة والبقاء في العمل. 

قد يعني هذا تعلم برامج كمبيوتر جديدة أو إكمال دورات عبر الإنترنت أو أخذ دروس في كلية محلية. 

يبحث أصحاب العمل عن المرشحين الأكثر تأهيلاً، لذلك يحتاج الباحثون عن عمل إلى التأكد من أن مهاراتهم حديثة.

كمثال على هذا، العديد من الخبراء يتوقعون أن معظم الرسامين والمصممين سيفقدون وظائفهم خلال 10 سنوات القادمة. وسبب هو ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي، من خلال هذا الأخير يمكن رسم لوحة فنية في ثواني.

قد يعجبك  التغيير الذاتي

كذلك يمكن تصميم شعار لعملك وبطاقة عمل، وحتى تصميم صفحة ويب فقط بذكاء الاصطناعي.

والأمر نفسه يتعلق بأصحاب مهارة تحرير وتعديل الفيديوهات. 

قلة فرص العمل

من أكثر أسباب البطالة وفقدان الوظائف شيوعًا نقص فرص العمل. يمكن أن يكون هذا بسبب نقص فرص العمل، أو انخفاض عدد الوظائف المتاحة، أو نقص فرص العمل الجديدة. 

في أغلب الحالات، يمكن أن يحدث هذا بسبب الوضع الاقتصادي لبلد معين أو منطقة معينة، مثل الركود الإقتصادي أو إغلاق الأعمال التجارية. 

يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض في عدد الوظائف المتاحة، مما يجعل من الصعب على الأفراد العثور على عمل. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التقدم في التكنولوجيا أو التغييرات في معايير الصناعة إلى انخفاض في عدد الوظائف المتاحة.

لهذا يلجأ العديد من الأشخاص من العالم الثالث الى الهجرة الى الدول المتقدمة. وذلك من أجل زيادة فرصتهم للعثور على فرصة عمل.

التغييرات في استراتيجية الشركة

يمكن للتغييرات في استراتيجية الشركات أن تكن سبب من أسباب التضخم وزيادة معدل البطالة. قد تقرر الشركات تقليص حجمها أو الانتقال إلى منطقة أو بلد آخر، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف. 

قد تختار الشركات أيضًا الاستثمار في التقنيات الجديدة، ومجال غير الذي تعمل به والتي يمكن أن تجعل أنواعًا معينة من الوظائف زائدة عن الحاجة. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر إدخال قوانين ولوائح جديدة على طلب أنواع معينة من الوظائف. لذلك، يمكن أن تؤدي التغييرات في استراتيجية وتوجه الشركة إلى البطالة وفقدان الوظيفة.

بالمستقبل الحديث سنرى اختفاء العديد من الوظائف، بسبب التطور التقني والذكاء الاصطناعي الذي نعيشه. مثل سائق سيارة الأجرى، وعمال طلبات التوصيل، وكتاب المقالات التسويق الإلكتروني، وخبراء كتابة البريد الإلكتروني الاحترافي…

ولكن بنفس الوقت ستولد العديد من الفرص الأخرى. مثل البرمجة، وخبراء التعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي… يعني المجال التقني المعروف بإسم IT، سيصبح من أهم المجالات.

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.