الإدراك هو مهارة يكتسبها الانسان طوال مدة حياته، وذلك من خلال التجارب التي نقوم بها، سواء تجارب جيدة او سيئة.

وهذا الادراك يتكون من خلال جمع معلومات كثيرة ومتنوعة، والتي يقوم دماغنا بمعالجتها ثم تحويلها لردود فعل او استجابات حسية بطريقة نشطة وفعالة.

بدون مهارة الادراك ما كان البشر وصلوا لهذا المستوى من التطور، حيث نصبح مدركين للأخطاء والفشل او النجاح الذي قد مررنا به من قبل.

مراحل الإدراك

التجريب:

بهذه المرحلة يقوم الادراك الفطري لدينا، بتجريب وخوض العديد من التجارب التي يقوم بتخزينها، لكي يجعل منها المرجع والحكمة، والتي سوف يستغلها في نفس نوع التجارب المستقبلية التي قد نقع بها. وهذا النوع من الادراك الفطري موجود بمنطقة الاستيعاب بالعقل.

التنظيم:

بعد خوض دماغنا او ادراكنا الفطري العديد من التجارب، يقوم بتنظيمها، وذلك حسب الأهم منها او الأخطر… حسب الأولويات.

 مثلا: لو وقعت مشكلة صحية لأحد من أهلك. ولكن انت موجود باجتماع مهني، فكيف ستتصرف عندها؟ او بطريقة أخرى كيف سيترجم دماغك للأمر. وما الذي يصنفه ضمن الأولويات، الكثير منا لديه إدراك عام بأن الذهاب ومغادرة الاجتماع هو الشيء الصحيح. ذلك وببساطة لان ادراكنا الذي اكتسبناه مع مرور السنين استطاع تصنيف الأمور حسب خطورتها وأهميتها.

التفسير:

عند خوض دماغنا الادراكي لتجربة جديدة، وتصنيف اولويتها تأتي عندها مرحلة التفسير. أي يقوم الدماغ بإعطاء أسباب مقنعة، والتي قد تفسر سبب تقديم تجربة على أخرى، وسبب أعطاها الأولوية في حياتها.

وهذا التفسير للتجارب يتم انشاء عند اكتمال العديد من العوامل. منها الثقافية او تقاليد او إنسانية وغيرها… يعني من الممكن أن ادراكك فسر ان تخرج من الاجتماع هو الشيء الصحيح في المثال السابق، لان الاهل في الأولوية. بينما يمكن أن يكون شخص اخر وفي بلد اخر بثقافات وتقاليد مختلفة يرى ان الاجتماع ذوا أولوية.

قد يعجبك  كيف تلتزم بأهدافك السنوية

كيف يقاس الادراك؟

تختلف مقاييس الادراك حسب ظروف وعوامل كل شخص، أي كيف يرى الأمور؟ وكيف كانت خبراته السابقة؟ وكذلك طريقة نشأته، والبيئة التي كبر فيها.

الادراك خاصية معقدة، ولا يمكن وضع مقاييس ثابتة لها. فبسبب القدرة على الادراك نرى الكثير من الاختلافات وتضارب في الأفكار والأعراف بين المجتمعات والافراد… ولكن بصفة عامة يقاس الادراك بمدى وعيك بذاتك، ومدى ادراكك للأمور ومحاولة استيعابها رغم أنها قد تنافي معتقداتك وتقاليدك الخاصة.

كيف نطور ادراكنا؟

الوعي الذاتي قد يكون الجزء الأهم من الادراك لدينا. يعني الأشخاص الذين يحصلون على جودة تعليم جيدة، قد يكون ادراكهم أقوى بكثير من أشخاص لم يحصلوا على أي فرصة لتطوير ذواتهم، وهذا نجده كثيرا في بعض الدول الفقيرة او النامية. حيث معدلات الوعي او الدراك منخفضة جدا.

خلاصة.

الكثير من المغالطات وكميات الفشل، سواء في المجالات المهنية وإدارة المشاريع او على مستوى الحياة العائلية، سببها وبكل بساطة عدم الادراك.

فترة المراهقة او الطفولة الكثير منا قد يتحسر عليها، وذلك بسبب انه لم يكن يهتم بالدراسة او اضاعها في اللعب فقط، وعندما نكبر ويصبح ادراكنا لذات أقوى نندم على ما ضيعناها في طفولتنا.

أخطر شيء يصيب مجتمعاتنا هو عدم الادراك، نجد الكثير من الشباب جالس بدون فعل أي شيء مفيد، كتطوير او تعلم مهارة ما. عدم الادراك من أخطر الأعداء لأنفسنا، وهي أن تكون على الطريق الخطأ، عمرك وشبابك يمضي وأنت لا تستوعب ذلك حتى.

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.