قد تكون سمعت العشرات من القصص، ومنها من تنساها بعض لحظات أو أيام، ومنها من تبقى راسخة في ذهنك، بسبب ما تحويه من حكم وعبر، تكون قد عشتها او تعرف أحدا ما يعاني منها.

لذلك سنقوم بسرد قصة الكثير منا يعيشها بدون أن يشعر بذلك، او لا يهتم.

بداية القصة

كان هناك أخوين من نفس الأب وليسا من نفس الأم، كانا بنفس العمر تقريبا لا يوجد فرق كبير بينهما، يحبان بعض في طفولتها بحيث يقضيان معظم الوقت معنا، كان هناك الكثير من المشاكل بين الزوجتين كل يوما في مجادلة ونقاشات لا تستحق.

ذات يوم قرر الاب أن يقوم بإبعاد الزوجتين عن بعض، كل واحدة بمنطقة، وبيت، وحياة خاص بها. وأن تكون المسافة قريبة بين المنطقتين، لكي يستطيع الرجل التنقل بينهما بسهولة.

بسبب الكره بين الزوجتين لبعضهما البعض، قررت كل واحدة أن تمنع ابنها من مقابلة أخيه، حتى ان كل واحد منهم أصبح بمدرسة مغايرة للأخر. أصبح الأخوين في اكتئاب دائم، وهموم لدرجة أن مستواهم وأدائهم الدراسي تزل بمستوى ملحوظ.

لم يتدخل الأب في قرار زوجتيه، فقط من أجل تجنب المشاكل ونزول عند رغبتها متجاهل إحساس أبنائه.

ضعفت العلاقة بين الأخوين مع مرور الوقت، وقد تعرف كل واحد منهم على أصدقاء جدد، واحد من الأخوين أصبح عنيف الشخصية، ويغضب بسرعة، كما أنه يرفض التحدث بعقلانية. وأصبح الأخ الآخر مدمنا للحشيش، والخمر بسبب الأصدقاء الذين تعرف عليهم من أجل ملأ الفراغ الذي تسبب به أهله.

مع مرور السنين أصبح الأخوين لا يحبان بعضهم البعض، بسبب ما يسمع كل واحد من أمه عن الزوجة الأخرى وكيف تحرمه من أبيه.

ما تزرعه تحصده

أصبحت حياة الأسرة مليئة بالمشاكل أكثر وأكثر، أصبحت كل زوجة تلاحق ابنها الى مركز الشرطة او الى المحاكم، بسبب العنف الذي يمارسان بالشارع سواء على بعض او مع أشخاص أخرين، أمضت الزوجتين معظم حياتهما بالمشاكل التي يتسبب بها الأبناء، أصبحوا يعانون من البطالة ولديهم سوابق عدلية أي لا أحد يريد توظيفهم.

قد يعجبك  قصة المهندس محمد اسماعيل كمال وبلاط الحرمين

مات الأب بمرض الأعصاب، والزوجتين أصبحتا تعانيان من مرض الضغط والسكري بسبب ما تعشيان كل يوم من مشاكل مع الأبناء. كل أم تحب أن ترى طفلها ذو منصب ومستوى فكري او شخصية مهم بالمجتمع.

ضاع مستقبل الأخوين بين الظلال، واتبعا حياة الاجرام والعنق التي لا أحد يخرج منها سالما. فماذا استفادت الزوجتين من كل هذا؟

العبرة من القصة

دائما نحب أن نسيطر على ابناءنا ونجبرهم على ما نحب او نكره، لا تنسى أن لكل شخص شخصيته الخاصة، يحب ما يحب ويكره ما يكره.

لا تكن السبب في تدمير حياة من تحب، إذا كنت تكره أحدا من عائلتك فدع الأمر شيء شخصي، لا تقحم الاخرين به كالأبناء مثلا، أنت من لا يحب هذا وذاك… فلماذا تجرب أبناءك على كرههم؟

لا تكن أناني بقرارتك، تدمر مستقبل أحبابك من أجل إرضاء رغباتك، او الانتقام مما تكره. لا تدع كرهك سببا في تدمير من تحب، لو لم تقحم الزوجتين الأخوين بهذه المشاكل، لما كان مستقبلهما بوضع أخر.

كما أن الإهمال أيضا السبب القاتل لنا. لم يتدخل الأب في فك هذا النزاع او الوقوف ضد قرار اقحام الأبناء في مثل هذه المشاكل.

نذوق مما نزرع، لو زرعت خيرا سعدت، بسبب كره الزوجتين لبعض قاموا بتدمير مستقبل الأبناء، وتدمير طموح كل أم برؤية أبناءها ناجحين، وكسبتا فقط الأمراض والاكتئاب، وخيبة الأمل.

أما بالنسبة للأب بسبب تفاديه للمشاكل، رغم أنه قادر على حلها، فقد زرع ما حصد… الكثير من الأمراض، التي كانت سبب وفاته.

وبهذا نكون قد انتهينا من القصة، التي نراها كثيرا بمجتمعاتنا رغم اختلاف التفاصيل او النتائج.

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

قد يعجبك  من الفقر الى مؤسس أشهر تطبيق بالعالم

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.