تعتبر تجربة المارشملو واحد من أهم تجارب الطب النفسي، والسلوكيات ومدى ارتباطها على مسار الحياة بأكمله.
بدأت تجربة المارشملو، في ستينيات القرن الماضي. كما انها استمرت الى ازيد من 6 عقود. وذلك قصد دراسة واحدة من أهم جوانب الحياة، والتي قد يترتب عنها النجاح او الفشل في الحياة وبشتى المجالات. وهي مهارة القدرة على التحلي بالصبر وتأجيل الاشباع، والتحكم بالذات.
بداية التجربة
الدكتور ميشيل متخصص في العلم النفسي ودراسة السلوكيات البشرية. قرر القيام بتجربة فريدة من نوعها في أواخر الستينيات، بمساعدة طاقم من خبراء بجامعة ستانفورد حيث كان يعطي هناك محاضرات بمجال علم النفس.
قرر الباحثون اجراء التجربة على مجموعة من الأطفال، المتواجدين بمدرسة للأطفال التابعة لجامعة ستانفورد. والغرض من التجربة مراقبة الأطفال من يستطيع التغلب والسيطرة على نفسه.
كانت التجربة بغرفة فارغة نسبيا، والتي كان يلقبها الدكتور ميشيل بغرفة المفاجئات.
التجربة وببساطة هي احضار كل طفل على حدة، ووضعه وسط الغرفة التي لم تكن تحتوي على أي وسائل ترفيه او تشتيت للانتباه. فقط كرسي وطاولة التي يتم وضع فوقها طبق به حبة حلوى المارشملو. ثم يقول شخص من طاقم التجربة الى الطفل:
سأغادر الغرفة لمدة قصيرة والتي هي في المتوسط 15 دقيقة، وعند عودتي إذا وجدتك لم تأكد حلوى المارشملو سأقوم بإعطائك حبة أخرى. ثم يتأكد الباحث أن الطفل استوعب ما قاله ثم يغادر الغرفة.
كان بالغرفة جدار عبارة عن زجاج، يسمح للباحثين بمشاهدة سلوكيات كل طفل والطرق الفطرية التي سيطورها لتحكم بذاته والسيطرة على اللذة اللحظية. وكذلك جرس لمن لم يستطع الاكمال او الانتظار أكثر.
نتائج التجربة
لاحظ الباحثون أن بعض الأطفال طوروا طرق ومهارات، جعلتهم يسيطروا على أنفسهم. منهم من أخرج حلوى المارشملو من راسه وبدأ يستكشف الغرفة الفارغة، ومنهم من أزاح نظره على حلوى المارشملو، ومنهم من اخذ غفوة قصيرة لكيلا يأكل الحلوى.
بعد مرور 10 سنوات تواصل الطاقم مع الأطفال، والذين قد أصبحوا في مستوى التعليم الثانوي. وهنا كانت المفاجئة حيث لاحظ طاقم البحث أن الأطفال الذين استطاعوا ترويض ذاتهم عن طريق الصبر كانوا من المتفوقين بالمستوى الدراسي والرياضي.
بعد مرور عقود من الزمن حيث أصبح الأطفال بعمر الأربعينات. قام الطاقم بالتواصل معهم مجددا. قصد التأكد من النتائج النهائية. فكان معظم الأطفال الناجحين بالتجربة، قد نجحوا بحياتهم سواء العائلية او المهنية او حتى على المستوى النفسي والاجتماعي والمادي.
اذا ما المغزى من تجربة المارشملو؟
الأشخاص القادرين على التحلي بالصبر وتأجيل المتعة اللحظية. هم غالبا ما ينجحوا بحيواتهم وعلى جميع المستويات.
النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، النجاح يحتاج صبر وكفاح واستمرارية وكذلك عدم الاستسلام للحظات الفشل. لأن الفشل هو جزء من طريق نحو النجاح.
دائما فكر مثل الأطفال الناجحين في تجربة المارشملو. إذا صبرت وكافحت بشبابي سأعيش حياة جيدة بعد ذلك.
لا تفكر في اللذة او المتعة اللحظية من البداية والتي قد تكون عبارة على مال، وسيارات، وسفر… الكثير منا بالعصر الحالي يرى حياة المؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي، من حياة رفاهية وفنادق راقية ويريد ان يعيش بذلك المستوى. طور من نفسك ومهاراتك واعطي إضافة الى العالم ومجتمعك، وبعد ذلك الأشياء الأخرى هي التي ستأتي اليك.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.