بحيرتي ايسلي وتيسليت.
هما بحيرتين تقعا في دولة المغرب بمنطقة جبال الاطلس اميلشيل معظم سكانها من الأمازيغ. وهما عبارة عن حفرتين عميقتين او فجوة أرضية مليئة بالمياه الجوفية. وقد اكتشف فريق علمي مغربي من هيئة كلية العلوم بجامعة ابن زهر بمدينة اكادير المتخصص بعلوم البيئة والجيولوجيا ان البحريتين هما عبارة عن حفرتين نيزكيتين تشكلتا بعد وقوع نيزك منقسم على المنطقة قبل 40 ألف سنة.
قصة العاشقين.
هناك اساطير يرويها سكان المنطقة حول بحيرة ايسلي وتيسليت وهي ان مياه البحيرتين ما هي الا دموع العشق بين حبيبين تم تفرقتهما بينما كانت رابطة حبهما قوية جدا.
تبدأ القصة بمنطقة اميلشين بجبال الاطلس حيث هناك قبلتين أمازغيتين من أكبر القبائل بالمنطقة وهما قبيلة ايت إعزي حيث تنتمي الفتاة حادة وقبيلة ايت إبراهيم حيث ينتمي الشاب موحى. كانت هناك عداوة كبيرة بين القبيلتين من عشرات السنين بسبب ان كل منهما يريد ان يسيطر على مناطق الرعي للأغنام وأماكن المياه حيث بدأ شيوخ القبلتين بترسيخ فكرة الكره بين سكان القبيلتين. لدرجة انه أحيانا كانت هناك صراعات تؤدي الى كوارث وخسائر للقبلتين.
أصبحت للقبلتين عداوة متوارثة لدرجة انها كانت تصل بين أطفال القبيلتين ويثم زرع الكره وبغض فيهم للقبيلة الأخرى.
كانت الشابة حادة تذهب لمنبع مياه صغير لتأتي بالمياه للبيت وتغسل بعض الملابس بشكل يومي بينما كان الشاب موحى يزور المنطقة بحثا على الحطب وان يروي حماره الذي يحمل الحطب، فكلما كان يرى الشابة حادة يبدأ قلبه بنبض كأنه كان لا ينبض وبنفس الوقت كانت حادة تراه ولكنها لا تشعره بذلك.
بقي الوضع هكذا لشهور كثيرة لدرجة أنهم أصبحا يذهبا للمنطقة منبع الماء الصغير ذاك لأكثر من مرة باليوم، في أحد أيام قرر موحى الاقتراب أكثر فاقترب منها أكثر وأكثر وهي شعرت بالخجل فانصرفت في الحال ولكنها ضلت تفكر وتفكر به.
بعد مرور وقت طويل قررا أن يتكلما مع بعضهما البعض فبدأ كل منهما بذهاب الى مكان قريب من البحيرتين ايسلي وتيسليت وتلك المنطقة كانت تعتبر الحدود بين القبيلتين كانا يختفيان على انظار ويتكلمان فبدأ كل منهما يفكر بالأخر طول اليوم ولا يشغل تفكيره شيء اخر. بعد مرور مدة وكثرة ذهاب حادة بعيدا عن القرية شك شخص بها فقرر ملاحقتها. وقد صدم عندما رآها تقابل شابا من القرية المعادية لهم ايت إبراهيم فذهب الى شيخ القبيلة بايت اعزى وأخبره بالأمر فقرروا تزويجها من شاب بنفس القرية لكيلا تقابل الشخص الاخر بعد الان. قاومت الامر وحاولت اقناع أهلها لكن بدون جدوى الكره كان يعميهم عن الأشياء الأخرى كقيمة الحب والاخلاق والتوافق. بعد مدة تسللت الشابة حادة وذهبت الى المكان لتقابل حبيبها فضلت تنتظر وتنتظر حتى جاء لما اخبرته بالقصة كاملة لم يتحمل وكانت الصدمة قوية فضل جالسا بمكانه وهي لم تستطع البقاء كان يجب ان ترجع الى القرية.
بعد فترة من زمن لم تعد الفتاة تستطيع مقابلته ولا تعرف اين هو فبعد ان سالت عرفت انه انتحر بالبحيرة فلم تتحمل الامر فقامت بالانتحار بالبحيرة الأخرى. وهذا سبب تسميتهم بحيرتي ايسلي وتيسليت. ومن هنا جاء الحكاية او الأسطورة التي تقول إن البحيرتين عبارة عن دموع حبيبين بسبب تحطم قلبيهما والظروف التي شاءت فصلهما عن بعض. وهذه الحكاية ضلت تتوارث من جيل لأخر من سكان المنطقة حيث تحكيها الأمهات الى أطفالهم بغرض الترفيه او تلقينهم درسا من خلال فهم المغزى منها وما تحتويه من حب قوي وصادق.
العبرة والحكمة من القصة.
لا تسيطر على ابنائك بشكل كبير جدا بسبب معتقداتك او قناعاتك الشخصية او تجبرهم على اتباع نمط حياة معين او مسار دراسي لا يحبوه. ليس شرطا ان يحب او يهتم شخصا ما بشيء انت مهتم به، تختلف اهتمامات الأشخاص حسب تكويناتهم الفطرية او البيئة التي ترعرعوا بها.
السيطرة المفرطة على الأشخاص وبالأخص على المراهقين والأطفال قد تولد تطرفا او حقدا كبيرا لهم بالمستقبل أشياء خاطئة بسيطة قد تؤدي الى عواقب وخيمة او كوارث بالمستقبل.