ظاهرة الحقد والحسد بين الاقارب والعائلات أصبحت منتشرة بشكل كبير. كم من أم تغار وتحسد ابن اختها او اخوها بسبب أنه أفضل من إبنها. وكم من العائلات تدمرت بسبب حسد الأقارب. حين تبقى فقيرا وفاشلا يحبونك، إذا تحسنت ونجحت يكرهونك، هذا حال الأشخاص الحقودين.
بهذا الموضوع سنعرض عليكم واحدة من قصص حسد الأقارب المؤثرة. والتي ادت الى إنقطاع صلة الرحم، والكره والحقد بينهم.
بداية القصة
كانت عائلة آل رشيد عائلة كبيرة ومترابطة، مثل حياة معظم العائلات العربية، او كما كانت عليه في عصر ابائنا وأجدادنا.
كان يعيش أخوين بنفس البيت الكبير الذي تركه الأب لهما. كان لكل منهما أسرة صغيرة خاصة به. لكن تحت السطح المتماسك، كانت هناك حروب صغيرة من الحقد والغيرة بينهم تلوح في الأفق.
كل شيء بدأ، عندما حقق أكبر أبناء العائلة خالد نجاحًا باهرًا في عمله. حيث تمكن من تأسيس شركته الخاصة وجني ثروة كبيرة. هذا النجاح أثار غيرة أقاربه، خاصة عمه سليم وابنه جمال.
كان خالد بائع للثمور، بدأ كبائع صغير ثم طور نفسه ليصبح من كبار المستوردين للثمور بمدينته.
الوقت الذي كان خالد يعاني ماديا، ليلاحق حلمه كبائع خبير، اختار ابن عمه جمال أن يعمل في وظيفة روتينية طوال حياته، والغريب أن خالد أخبر جمال أن يشاركه في تجارته عند بداياته، لكنه رفض الفكرة بشكل قاطع.
بداية حقد والحسد بين الأقارب
وهذا ما جعله يشعر بالحقد تجاه ابن عمه الناجح. كانت غيرته تتفاقم يومًا بعد يوم، لدرجة أنه أصبح ينشر شائعات عن خالد، مثل أنه يتاجر في الممنوعات، او انه شخص فاسد.
أصبحت الحياة لا تطاق بين العائلتين، داخل نفس البيت.
بدأت المشاعر السامة تتسرب إلى علاقاتهم العائلية. سليم و إبنه جمال بدآ يتجنبان خالد وعائلته قدر الإمكان. لدرجة أن سليم بدأ يكره أخوه بشكل تدريجي، بسبب الحقد والغل الذي يشعر بهما بأعماقه.
بدأ سليم وابنه جمال يرفضان حضور احتفالاتهم. في المقابل، شعر خالد بالحزن من تصرفات عمه وابن عمه، لكنه حاول تجاهل الموقف قدر المستطاع.
كراهية ابن العم
بسبب الحساسيات الزائدة، والأوضاع المتوترة داخل البيت. بعد بضع سنوات قرر خالد شراء بيت مستقل، في أحد الأحياء الراقية.
هذا الخبر أشعل فتيل الغيرة والحقد في قلوب عائلة سليم. لدرجة أنهم بدؤوا في محاولة تشويه صورته، ونشر الشائعات والأكاذيب حول خالد، متهمين إياه بالتكبر والابتعاد عن جذوره، وأنه يرى أن عائلة عمه ليست في نفس مقامه ومستواه.
بعد استقلال عائلة خالد بعيدا، لم يعد أي تواصل بين العائلتين. لدرجة أن سليم أصبح يكره أخوه، فقط لأن حياته تحسنت بسبب إبنه خالد.
في محاولة للتصالح، أقنع والد خالد إبنه بزيارة عمه، ودعوتهم لحضور حفل افتتاح منزله الجديد. لكن سليم رفض الدعوة بكره شديد، وألقى بالكلمات الجارحة في وجه أخيه وإبنه خالد.
منذ ذلك الحين، انقطعت العلاقات بين خالد وعمه وابن عمه تمامًا.
أما أبوه فضل يزور أخيه سليم أحيانا، رغم أنه يعلم بالحقد والكره الذي يكنه سليم إليه. كان يقول لإبنه خالد مهما حصل، سليم يبقى أخي الكبير.
التعافي من حقد الأقارب
مع مرور السنين بدأ خالد يتجاوز هذه المرحلة المؤلمة، وضل يوسع مشروعه بشكل تدريجي. فسبحان الله الذي يعلم ما في القلوب، وهذا ما جعل خالد ينجح ماديا بينما ابن عمه لا، وذلك بسبب أنه شخص حسود وحقود.
يمكن للحسد والغيرة والحقد، ان يدمروا أوثق العلاقات العائلية. وأن التسامح والصفح هما الطريق الوحيد للتغلب على هذه المشاعر السامة.
ماذا لو فرح جمال لنجاح ابن عمه خالد؟ ماذا كان سيحدث في نظرك؟ من المحتمل أن خالد كان سيحتاج من يساعده في مشروعه الذي يكبر تدريجيا.
وهكذا كان جمال وعائلته سيكبرون أيضا، وتبقى العائلتين في ترابط وسعادة. لكن سبحان الله، الحقد والحسد يعمي بصيرة الناس ويجعلهم غير مدركين لعواقب الحسد والغيرة.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.