الغيرة والحسد بين الاخوة او الأهل موجود منذ قديم الزمان. وخير مثال عن ذلك قصة هبيل وقبيل أبناء سيد الخلق آدم الذي حسد اخوه بسبب أنه شخص مقبول، والتي وصلت الى مرحلة القتل، لتكون اول عملية قتل بالتاريخ البشري.
بهذه القصة سنحكي لكم عن كيف اراد أخ بتدمير أخيه بسبب الغيرة والحسد. رغم اننا عرب ومسلمون الى أن ظاهرة الحسد والغيرة بين الأقارب لازالت منتشرة بشكل كبير للأسف.
بداية القصة
كان هناك رجل ناجح ماديا، ليس غني كثير ولكن ميسور الحال. عندما تزوج رزقه الله بولدين لكن لم يرزق بأي بنت.
كانت زوجته السند له، حيث كانت تقوم بتشجيعه. واعطائه بعض الأراء عندما يواجه مشكلة ما.
بسبب زوجته التي تسانده، استمر الرجل في نجاحه ومضاعفة أرباحه. كان لديه مطعم لتقديم جميع اصناف السمك، ومع استمرار نجاحه ومساندة زوجته له استمر في التقدم ليصبح لديه أكثر من 7 فروع، بأكثر من مدينة.
بسبب نجاجه أصبح لديه المال الكافي ليقوم بتدريس أبنائه بأفضل الجامعات الاوروبية.
وفعلا قام بارسال ابنه الأكبر الى اوروبا ليكمل دراسته في تسيير الأعمال. بينما الابن الذي يصغره بسنتين ادخله لأفضل المدارس بمدينته لدراسة الطب.
موت الأب
مع مرور السنين وتقدم الأب في العمر، توفي بسكتة قلبية، بسبب انه كان يهمل نفسه لا يمارس الرياضة وينسى نفسه من الأكل أحيانا.
عندما مات الأب كان الابن الأكبر بعمر 25 سنة وأخوه بعمر 23 سنة. استمرا الأم بالاهتمام بمشاريع زوجها، بسبب انشغال الأبناء بدراسة.
بعدما اكمل الابن الاكبر دراسته بادارة الأعمال رجع الى بلده ليسير أعمال ابوه.
تتوالى السنين أصبح الابن الأكبر متحكم في كل ما يملك أبوه المتوفي. بينما الابن الأصغر لا يهتم، كان قد اكمل دراسته بالطب وكان يشتغل بمستشفى كبير ومشهور ببلده براتب زهيد فقط من اجل اكتساب الخبرة.
بداية الانهيار
مع مرور السنين بدأت تشعر الأم بأن مشاريع زوجها لم تعد تتطور، بل بالعكس بدأت تنهار. رغم كبر سنها الى أنها بدأت تحقق في الامر وتسأل المسؤولون بالمطاعم والعقارات.
بعدما حققت في الأمر انصدمت، وجدت ان الابن الكبير الذي درس تسيير الأعمال، يسحب مبالغ كبيرة ولا تعرف اين تذهب.
بعدها اكتشفت انه يحب الحياة الليلية وتبذير المال، رغم أنه متزوج ومثقف ولديه المعرفة الكافية بتسيير الأعمال.
بعدما واجهته امه بدأ بالتحجج وقال لها الا تتدخل في شؤونه هو يعرف ماذا يفعل.
بدأت الام تحزن وتمرض بسبب ما يفعله ابنها المتعلم.
بعد سنين واستمرار الوضع بالانهيار، قررت أن تخبر اخوه الأصغر. بعد معرفته للأمر قرر ان يواجه أخاه وأن يقوما بتفرقة الإرث.
والصدمة هنا، عندما اكتشفت الام والإبن الأصغر، ان الأخ الأكبر قام بسحب نسبة كبيرة من الممتلكات وتحويلها الى مشاريع عقارية اخرى باسمه.
بداية قصة النزاع العائلي
بعد معرفت الأم بما يقوم به ابنها الأكبر، قررت أن تقوم بتصفية ما تبقى من أملاك. باعت كل ما تبقى من مشروع زوجها المتوفي، ثم قامت باعطاء المال لإبنها الصغير ليفتح عيادة طبية له، لأنه أصبح خبير بجراحة الدماغ.
أصبح الابن الأكبر لا يتكلم مع امه الكبيرة في السن واخوه. أصبحت كل حياته سهرات وسفر واستمتاع، لدرجة ان زوجته رفعت دعوة طلاق عليه.
مع مرور السنين استمر الابن الأكبر بخسارة ثروة التي استوى عليها، بينما أخوه الأصغر أصبحت عيادته ناجحة واصبح من اشهر الجراحين بمدينته.
كانت الام تعيش مع ابنها الصغير بسعادة مع زوجته وبنته، كانت جد متفاهمة مع زوجته وحفيدتها الصغيرة تحبها.
بداية الحسد والغيرة بين الأخوين
مع مرور السنين أصبح الاخ الأصغر جد ناجح واصبحت لديه ثروة كبيرة بسبب نجاح عيادته. بينما الإبن الأكبر بدأ يعاني ماديا، رغم انه من المفروض هو الأفضل بمجال تسيير الأعمال والمشاريع.
أصبح يعيش ضغوط كبيرة بسبب القروض التي عليه، والثروة التي فقدها. كل اصدقائه تخلوا عنه لأنه اصبح دون فائدة لما مال لديه ليسهروا ويستمتعوا بوقتهم.
هنا بدأ الابن الأكبر يشعر بالغيرة والحسد من الحياة التي يعيشها اخوه الصغير وسعادته مع امهما وعائلته.
بسبب الحسد القاتل أصبح يكره اخوه الأصغر، لدرجة انه مستعد ليفعل أي شيء فقط ليرى اخوه يعاني ماديا.
هنا جاءته فكرة شريرة، ان يقوم بتشويه سمعته بوضع المخذرات بعيادته.
فعلا قام الأخ الكبير بجلب كمية من المخدرات واعطاه لاحد معارفه الذين كان يعرفهم بالحياة الليلية. ثم قام ذلك الشخص بوضع المخدرات، بعدها اتصل اخوه بالشرطة وجعل بعض الأشخاص يقومون بتصوير مقاطع اثناء اقتحام الشرطة لعيادته واخراجه من اجل التحقيق.
قامو بنشر المقاطع للطعن في سمعته كجراح مشهور. حتى انه ارسل بعض الأشخاص ليهدوا انهم يشترون منه المخدرات.
لكن بعد تحقيق معمق عرفت الشرطة ان هذا مجرد كمين. قاموا بالتحقيق مع كل من شهد ضده ومن اتصل بهم، ليعرفوا أن كل هذا من تدبير اخيه.
وهنا انصدمت الام والأخ الصغير من افعاله، لم يتوقعو ان ينحط الى هذه الدرجة.
حصاد ما زرعت
بعد أن عرف كل اقاربه ما فعله باخيه، اصبح شخص منبوذ اجتماعيا. اصبح مدمن خمر، واصبح مثل المجنون ينام بالشوارع.
لكن الأم رغم كل ما فعله، تعاطفت معه، واشترت له شقة صغيرة لكي لا ينام بالشارع. وكذلك اقنعت اخوه الصغير بأن يساعده من اجل التعافي من الادمان.
اصبح يعيش من خير من قام بسرقتهم ونهبهم، وبمن حاول تشويه سمعته.
رغم أنه كان شخص مثقف وكان متخصص في تسيير المشاريع وادارة الشركات، الى انه انجرف الى طريق الشر.
هكذا هي الحياة، قد تعمي بصيرتك بسبب طغيانك وملاحقة المال والحياة الزائفة.
الطريق المظلم لن يقودك الى النور أبدا
أروع ما قيل عن الحسد
- لا تدري من تحسده ماذا أخذ منه مكان ما تحسده عليه.
- إن الحقد لا ينصر قضية، القضايا التي تنتصر هي ذات الأسباب الواضحة
- استعذ دائمًا من شر الحُسَّاد
- حبل الحقد والغيرة قصير، كلما تشبت به، زادت نسبة سقوطك.
- الحسود ظالم يتظاهر للناس في ثوب المظلوم
- إن أكبر معركة يجب أن يخوضها الإنسان هي معركته مع نفسه معركة ينتصر فيها حب العدالة على شهوة الحقد
ماذا قال رسول الله عن العين والحسد
هناك العديد من الأحاديث النبوية لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن للأسف لم يتبين الصحيح او الملفق منها. لان موضوع العين والحسد حساس فهناك العديد والعديد من الاحاديث والتي سنذكر بعضها. ولكن لا يمكنك ان نضمن صحتها للأمانة.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ”.
- “الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا”.
- “العينُ حقٌّ تُدخِلُ الجملَ القِدرَ والرَّجلَ القبرَ”.
كيف يعرف الانسان انه محسود؟
لا يوجد شيء ملموس يجعلك تعرف اذا كنت محسودا او لا. وآحيانا الحسد قد يكون نفسي فقط، اذ انك تظن دائما ان هناك شخص ما يحسدك ولا يحبك ويتمنى تدميرك.
افضل واضمن طريقة لكي تعرف الانسان المحسود، هو ترى تعامل حاسده معه. من خلال تعامل خاسدك معك وتصرفاته ستعرف انه لا يحبك و يغير منك.
قصص مشابهة قد تعجبك
- قصة الحقد والحسد بين الاقارب والعائلات.
- قصة الحقد والحسد بين أفضل الأصدقاء
- قصة مؤثرة عن الحقد والحسد
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.
