ما أكثر قصص الأشخاص الذين تدمرت حياتهم بسبب المخدرات، او الرفقة السيئة. كلنا نعرف شخص سواء من عائلتنا، او أصدقائنا، وحتى بين الجيران.
ولكن هل منا من استفادة من هذه القصص؟ هل اخذت العبرة منها؟
البشرية دائما تستفيد من قصص أخطاء الأجيال التي قبلها، وذلك من اجل تفادي الوقوع بنفس الفخ.
بهذه القصة سنتعرف على قصة شابين، اللذان كان لديهما نفس الطموح، ونفس التفكير. ولكن بنهاية المطاف كان لديهما اختيارات مختلفة التي اثرت على باقي حياتهما، سواء للأسوأ أو الأفضل.
بداية القصة.
كان هناك طفلان يعيشان بنفس الحي، وبيتهما قريبان من بعض. كانا بنفس العمر درسا الابتدائي والاعدادي بنفس المؤسسة وبنفس الفصل. كما انه أيضا اهل الطفلين كانا مثل العائلة يزورون بعضهما البعض، وكذلك يتحدثان لبعض بالشارع إذا صادفوا بعض… وهذا شيء طبيعي للعديد منا، فكلنا تقريبا كبرنا بنفس هذه العادات وثقافات، التي كانت بها العلاقة بين الجيران قوية أحيانا أكثر من العائلة.
كان بالحي الكثير من الأطفال، لكن كانا هما أفضل صديقين، وكل الأطفال الاخرين بالحي يعرفوا ذلك.
كانا يحبان نفس الأشياء، نفس السلوك، ونفس طريقة التفكير.
بعد وصولهما لعمر 19 سنة، هنا بدأت يظهر كل منهما رغبة قد لا يتقبلها الاخر. أصبح الشابان مختلفان، واحد منهما يحب الجلوس امام جهاز كمبيوتر، والأخر يحب التسكع بين الازقة، ومغازلة البنات ولعب كرة القدم بالشارع وما الى ذلك من الأشياء التي نعرفها.
بدأت العلاقة، وقوة التواصل بين الشابين تقل يوما بعد يوم، شهرا بعد شهر. ليجدا نفسيهما انهما لم يبقيا صديقين كما كانا أيام الطفولة، فكل شخص لديه حياته، وأهدافه، والطريقة التي يحب العيش بها… فقد أصبحا إذا صادفا بعضهما بالشارع يلقيان التحية لبعضهما البعض فقط، بدون أي كلمات إضافية.
المصير والطريق.
تمر الشهور والسنين، وكل شخص منهم يركز على أهدافه، وطموحاته المستقبلية.
كان تركيز الشاب الأول منكب على التكنولوجيا والبرمجيات، وكان مهووس بتعلم كل ما يخص هذا المجال. بينما الشاب الثاني كان بكل سنة بنفس المكان، التسكع مع أصدقاء جدد، لعب الكرة، الذهاب الى وسط المدينة وشرب القهوة، التعرف على بنات، التنزه وغيرها من الأشياء الروتينية التي معظمنا يعيشها.
بعد مرور 10 سنين تقريبا، أصبح الشاب الأول محترفا بمجال البرمجة، استطاع الحصول على العديد من الفرص العملاقة للعمل مع شركات كبيرة.
أصبح الشاب يعيش حياة جيدة ماديا، واجتماعيا. فقد تزوج الشاب وأسس عائلة واستطاع ان يشتري كل مكان يحلم به. ومع مرور الوقت بالعمل وسط الشركات العملاق بمجال البرمجيات والتكنولوجيا، استطاع أن يؤسس شركته الصغيرة الخاصة، المهتمة بتطوير الجانب الرقمي للشركات.
أصبح الشاب من اغنياء مدينته، أصبح محبوبا بين عائلته الصغيرة والكبيرة، وأصبح الكل يعيره اهتماما، وذلك بسبب انه أصبح يساعد الناس ماديا ويحل المشاكل التي يقدر على حلها للناس.
بينما الشاب الثاني كان يعاني ماديا، كان طوال الوقت يبحث عن وظيفة جيدة، كان يشتكي من الراتب المنخفض.
بسبب راتبه الغير كافي، كان دائما يعاني ماديا. كان لديه العديد من المشاكل مع زوجته وعائلته، لأنه لم يكن قادر على توفير كل المتطلبات التي يحاجونها.
كان معظم اقاربه يتجنبونه، لأنه يشتكي كثيرا، وسلبي، كما أنه دائما ما يطلب اقتراض أموال من اقاربه.
الندم والعبرة.
كلما جاء الرجل الناجح ليزور الحي الذي ترعرع به، كان صديق طفولته يختفي ويشاهده من بعيد.
كان شديد الندم، يقول بداخله لماذا لم استمع اليه؟ لماذا لم اسلك نفس الطريق؟ في ماذا اضعت فترة شباب؟ ماذا استفدت من فترة شبابي؟
لقد كنا بالطفولة بنفس العقلية، وبنفس التفكير… لم يكن اذكى مني او أمهر مني. هذا جزاء ما تفني فترة من عمرك فيه.
لكل منا قصة شبيهة بهذه القصة، سواء كنت انت الشاب الأول او الثاني. إذا كنت مثل الشاب الأول الناجح فهنيئا لك على اختيارك لطريق السليم.
أما إذا كنت انت مثل الشاب الثاني، فهل ستبقى في مكانك رغم أنك عرفت خطأك؟ هل ستبقى تكره نفسك، وتتحسر على الماضي؟
إذا كنت ترى نفسك أنك انت الشاب الثاني، فيجب أن تمسح دموعك، وتسلك نفس الطريق… فأنت الان واعي بشكل كافي، ولديك الحكمة والمعرفة المسبقة بأخطائك.
لذلك قم وأبدأ من الان حتى لو كنت بال 30 سنة او حتى ال 40 سنة. لأنك إذا لم تتحرك فسوف تندم للمرة الثانية بعد سنين من لحظتك هذه.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.