القدر وهو الشيء الذي أردنا او كرهنا سيحصل لنا، رغم ان القدر يرتبط بما نفعله وما نعيشه. مثلا إذا لم تكن تجتهد وتبحث عن عمل مثلا فطبعا لن تجد عمل إذا كان مقدر لك هذا.
بهذه القصة سنرى كيف يمكن لما نراه مصائب وعوائق بحياتنا، ان يكون قدر من الله لنا لكي ينجينا من أشياء لم نكن نعلمها.
بداية القصة
قبل مئات من السنين كان هناك تاجر طيب، يقوم بنسج بطانيات وملابس الثقيلة، ثم يذهب بها الى مدن بعيدة بها برد وثلوج.
كان لدى التاجر ابن صغير كان يعلمه الحرفة، بعد ما اشتد عوده بدأ يأخذه معه لرحلاته التجارية. كان يذهب الرجل مع القافلات التجارية التي تخرج من مدينته الى المدن الأخرى التي تبعد مسيرة أيام، على ظهر الخيول والحمير المحملة بالسلع.
في أحد المرات تأخر الصوف الذي يقوم بصناعة الثياب والبطانيات منه، فلم يتمكن من الذهاب مع القافلة التجارية بالوقت المحدد.
بعد الانتهاء من صناعات السلع التي يريد بيعها، أقنعه ابنه بأن يلحق بالقافلة، بحجة انهم لوحدهم سيتنقلون أسرع من القافلة، وبالتالي يمكنهم اللحاق بها بعد بضعة أيام من وصولها الى المدينة التجارية.
رحلة العوائق.
بعد بدأ رحلتهم بأيام قلائل، توعكت قدم الخيل الذي يحمل السلع فبدأت تؤلمه. لهذا اضطر التاجر ان يخفف الحمل عن الخيل ويقوم بحمله هو وابنه.
سبب هذا المشكل تأخرا بالرحلة فغضب الابن كثيرا، فقال له ابوه لعله خير. بعد كم يوم بدأ يتألم التاجر أيضا من حمل البضاعة فوق ظهره، فاضطرا للاستراحة أياما أخرى. هنا غضب الابن كثيرا ثم قال تبا لهذه الرحلة المشؤومة…
رد عليه الأب لعله خير، هنا نظر الابن باستغراب لأبيه ثم قال وهو في حالة غضب وأين الخير في هذا؟ نحن هنا من أيام نعاني من ثقل الحمولة، وهذا الحصان لا يساعدنا في الإسراع.
بعد ما اقتربا من الوصول الى المدينة التجارية. انزلق الابن بسبب الحمولة التي فوق ظهر وهو يمر فوق منطقة صخرية، فبدأت تألمه رجله. فقال الأب مجددا لعله خير… هنا الابن لم يستحمل ورد قائلا كان يجب ألا نقوم بهذه الرحلة المشؤومة، من بدايتها وهي مليئة بالمشاكل، وانت يا أبي تقول لعله خير، أين الخير في الموضوع؟ صمت الأب ثم قال لابنه استرح قليلا لنكمل الرحلة لم يتبقى الا القليل.
لطف الله بعباده.
بعد ما وصلا للمدينة التجارية متأخرين بأسابيع عن السوق، وجدوا القافلة أخيرا هناك وكل من فيها حزيم، وبعضهم يبكي. فسأل أحد الأشخاص من القافلة، لماذا الكل حزين هنا؟ وبعضهم يبكي؟
رد عليه الرجل قائلا: لقد تعرضنا لسطو من طرف قطاع الطريق، كانوا يعرفون موعد قدوم القافلة. وليس هذا فحسب فقد تم أداء الكثير من التجار بالقافلة، لأنهم رفضوا ان يسلموا سلعتهم للقطاع.
بعد ما سمعه الشاب الصغير، اندهش من الأمر. بعد ذلك استوعب الامر لماذا كان ابوه يقول لعله خير، فلو لم تحصل لهم هذه العوائق، لوصلوا بسرعة تم سرقت كل سلعتهم، إضافة الى إيذائهم.
فلا تحزن من المشاكل التي تحصل لك بحياتك، او ظروفك السيء، او أنك ترسل للهجرة الى أوروبا او أمريكا ولا يتم قبولك. لا أحد يعلم، ما يمكن ان يحصل لك لو تم قبولك وسافرت. ممكن ان تتعرض للقتل من طرف عصابة ما، او يتم اختطافك
. الله عز جلاله دائما رؤوف بنا، فما يحصل لنا، ونراه نحن شؤم او اننا نحس لا حظ لنا، قد يكون هو سبب في اعطائك فرص واشياء أفضل مما كنت تخطط له.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.