الاجرام وهو ظاهرة منتشرة بكل العالم، وهناك الكثير من الروايات والقصص حول عمليات إجرامية، والتي تختلف دوافعها وطرق تنفيذها.
بهذا المقال سنرى قصة مجرم، والذي بسبب طفولته البئيسة وتراكمات النفسية التي مرة بها حولته الى مجرم مجنون لا يعرف الرحمة.
بداية القصة.
كان هناك زوجين يعيشان مع بعض ورزقا بطفل جميل، ولكن الكثير من المشاكل بصحبتهم دوال الوقت. كانا غير متفاهمين، كان الزوج عنيف ولا يعرف معنى الحوار، والزوجة بسبب صغر سنها لم تكن تمتلك الحكة الكافية لتعامل مع مثل هذه المواقف.
بعد سنين من زواج ومع تراكم المشاكل، انفصلا عن بعض ليتم اهمال الطفل البريء. كان الطفل يزور امه فيرى انها لا تهتم به، ثم يزور اباه الذي قد تزوج مجددا فيقوم بضربه كثيرا.
قرر الطفل ان يعيش بعيدا عنهما بالشارع، فأصبح متشردا برفقة الكثير من الأشخاص مثل حالته.
بداية العقدة.
كان دائما يضل يفكر بأبويه ولماذا قاما بإنجابه طالما انهم لا يحبينه. عندما كان يرى طفل صغير مع ابويه بالشارع وهم سعداء يغضب كثيرا، بسبب العقدة النفسية التي أصبحت لديه، او بسبب انه يحسد هؤلاء الأطفال.
ومع مرور السنين وهو يكبر بالشارع، وسط مجتمع من المتشردين والمجرمين، كان يتعرض للاغتصاب ليلا ولضرب صبحا…
عندما كبر الطفل ليصل الى عمر 17 سنة، بدأت مشاعره المكبوتة لسنين بالانفجار.
صناعة المجرم.
بسبب ما مر به بطفولته، من عدم حصوله على رعاية الأهل، والحنان. إضافة الى تعرضه للاغتصاب والعنف مرارا وتكرارا، بدأ يظهر كل ما مر به بالأطفال المتشردين الاخرين.
كان يجول الشوارع ليلا، ثم يستهدف طفل صغير معزول، يقوم بخطفه ليذهب به بعيدا الى الغابة او الأماكن المهجورة، ثم يغتصبه بالعنف والضرب، بعد الانتهاء يقوم بقتله بصورة حيوانية.
مع تكرار هذا النوع من الجرائم، بدأت الضغط عن الشرطة بمحاولة تقفي أثر الفاعل. ولكن المجرم كان أكثر دهاء كلما شعر بان الشرطة أصبحت بكل مكان يقوم بتغيير المدينة.
عندما وصل الى عمر 25 سنة تقريبا، وبعدما كان قد هرب من مدينة الى مدينة أصغر. وجد شخصا يعمل في متجر لبيع معدات الصيانة للبيت، كالمسامير والاسلاك، وأدوات السباكة…
كان صاحب المحل طيبا، ليقوم بتوظيف المجرم معه. بدأ المجرم بإصلاح حياته، لدرجة انه بدأ ينسى قليلا استهداف الأطفال.
في أحد الأيام وبعد شهور من العمل، رأى صاحب المحل مع ابنه يقوم بتقبيله واللعب معه. فتحرت مشاعر المجرم السلبية مجددا، ليقوم بتخطيط لاستهداف الطفل.
وبالفعل بأحد الأيام بينما الطفل يلعب امام البيت قام باختطافه، ليأخذه الى ضواحي المدينة الصغيرة، ثم يقوم بفعل ما يفعله دائما. عند اختفاء الطفل قام الاب بتبليغ الشرطة لكن لم يجدوا له أثر… اين يمكن أن يكون الطفل الضائع يا ترى؟
عندما علم المجرم ان الشرطة لم تجد الطفل، تحركت مشاعره الاجرامية أكثر. ليصل عدد ضحاياه بتلك المدينة الصغيرة الى 3 أطفال أبرياء.
العثور على المجرم.
بعد بضع أسابيع، كان رجل قروي يمشي بجوار مكان الجريمة، فشم رائحة كريهة جدا بدأ يبحث ليجد مصدر الرائحة، الذي كان قادم من بئر قديم هناك لا مياه به. حاول القروي ان يرى ما إذا كان حيوان ميت هناك ام شيء اخر.
وهنا كانت المفاجئة حيث رأى جثث أطفال متعفنة، انصدم الرجل من المنظر بعد استيعابه للأمر قام بالاتصال بالشرطة. لتذهب الشرطة بالجثث الى مختبر البحث الطبي.
لاحظوا ان جميع ال 3 أطفال، مقتولون بنفس الطريق ومربوطين بنفس نوع الحبال. بعد البحث وجدوا فقط 3 محلات يبيعون هذا النوع من الحبال.
عندما علم صاحب المحل بالأمر تفد حباله فوجد انها ناقصة، ليقوم بتبليغ الشرطة الذين بدورهم قاموا بالقبض على المجرم قبل هروبه مجددا.
بعد ان طابقوا البصمات، وجدوا ان معظم جرائم الاغتصاب والقتل بالعديد من المدن كانت من طرفه.
بعد ما تم اثبات ان جميع الجرائم المتهم به تخصه، تم الحكم عليه بالإعدام وهو بعمر 32 سنة.
الحكمة من القصة.
تعاملات صغيرة يوميا مع أولادنا التي لا نعيرها اهتماما قد تحدد طريقهم المستقبلي.
ماذا لو كان الابوين منسجمين؟ هل كان طفلهم سيصل الى هذه المرحلة ويصبح قاتلا محترف؟
لو كانا الابوين اعطيا لطفلهما الحب والحنان، ما كانا ليصنعا مجرما قام بقتل العديد من الأطفال الأبرياء.
اهم مصدر لبناء دولة قوية متجددة هم الجيل القادم من الأطفال، يجب ان نقوم بتجهيز ابناءنا لإتمام ما قمنا به لبناء المجتمع. بهذه الطريقة نستطيع تجنب الفقر الذي يولد الاجرام، لنعيش بعالم امن تملأه السعادة.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.