تعد شركة فيدكس الأمريكية أو فيديرال اكسبريس من أكبر الشركات لتوصيل الطرود بالعالم. وهي من أكثر الشركات انتشارا وتوسعا كما أن الكثير منا استخدم خدماتها او يعرف شخصا يستعين بخدماتها. بهذه القصة سنحكي قصة مؤسس الشركة وكيف كانت حياته.
فريدريك سميث Frederick W. Smith
المعروف أيضا بلقب “فريد” وهو رجل أعمال أمريكي، مؤسس ورئيس التنفيذي لشركة فيديرال اكسبريس المعروفة الآن باسم “فيدكس”.
ولد سميث في 11 يوليو 1944م في ماركس، ميسيسيبي، إحدى ضواحي ممفيس في الولايات المتحدة الأمريكية.
تُوفيَّ والده عندما كان عمره 4 سنوات وكان والده قد جمع ثروة من جهده وكفاحه حيث استطاع تأسيس سلسلة مطاعم ناجحة وشركة للحافلات.
لكن سميث لم يعر أموال والده اهتمامًا لأنه كان لديه شغف بالتميز والاستقلالية.
وُلِد سميث وهو مصاب بمرض اسمه “كالفي” وقد أثر هذا المرض في حركته. كان يسير على عكازين معظم طفولته، تعبت أمه كثيرًا لتشعره بأنه طبيعي، وحتى لا تتأثر معنوياته.
شجَّعته على حب الرياضة وتحسن وضعه بعدما صار باستطاعته المشي والركض ولعب كرة السلة وكرة القدم. وأصبح أفضل لاعب في جامعة ممفيس، كما عشق كرة المضرب وتميز بها.
وقد تزوج سميث مرتين ولديه عشرة أولاد.
مسيرته الدراسية
درس سميث تعليمه الأولي بنفس مدينة ولادته. بعدها دخل الى جامعة “يال” حيث تخرج منها حاملًا شهادة في الاقتصاد سنة 1966م. ومن هنا بدأت قصته حول فكرة تأسيس شركة لإرسال الطرود حول العالم بمدة قصيرة والتي استهزء بها كل من في فصله. عندما طلب منهم الأستاذ بقيام بعمل حول فكرة كل شخص يريد تحقيقها بالمستقبل.
لما رأى الاستاذ فكرة سميث سخر منها وقال له: (انها فكرة ساذجة، ولن يحتاج اليها أحد).
بعدها عقد معه صفقة بأن يغير بحثه بفكرة آخرى ويعطيه تقييما أفضل من هذا.
وهنا كان رد سميث الذي لن ينساه أحد ” إحتفظ انت بتقييمك وسوف احتفظ انا بفكرتي “.
مسيرته المهنية
بعد تخرجه مباشرة انضم سميث الى سلاح مشاة البحرية الأمريكية، وشارك في حرب الفيتنام. وضل بضع سنوات هناك حيث جمع افكار كثيرة وخبرة حول الحياة وفهم معناها والمخزى منها. الشئ الذي جعل شركته فيدكس تصل الى العالمية بعد تأسيسها.
تأسيس فيديرال اكسبريس “فيدكس” FedEx
أسس سميث شركة «فيدرال أكسبرس» لتسليم البريد سنة 1971م وقد كان عمره 26 سنة فقط. برأس مال بلغ 4 ملايين دولار آنذاك من أموال عائلته والثروة التي ورثها من والده المتوفي.
سميث لم يبدأ المشروع بتقديم خدمة البريد السريع لعامة الناس والشركات. لكن المشروع بدأ عندما فكر في إنشاء شركة لنقل النقد الاحتياطي الفيدرالي من منطقة إلى أخرى.
مما يوفر على الحكومة 3 ملايين دولار، تعطى كعهدة نقدية حسب تقدير سميث. وهكذا، فإن اسم شركة فيديرال إكسبريس انبثق من هذا المبدأ.
العقد الذي ناقشه سميث مع السلطات الفيدرالية لم يتحقق أبدًا. لأن المفاوضات فشلت، لكن صاحب الشخصية المخاطرة كان قد اشترى طائرتين. ودفع كل ما تبقى له من ما ورثه من والده، ما اعتبره الكثيرون جنونًا. خاصة أن الحكومة لم تكن قد وافقت على المشروع بعد.
ومن الأقوال الشهيرة التي قالها:
(لو أنني نجحت في توقيع عقد نقل النقد الاحتياطي مع الحكومة. اعتقد بأن شركة فيديرال إكسبريس لن تكون على ما هي عليه الآن من حيث النشاط. لأن فكرة تقديم خدمة النقل السريع للعامة لم تروادني إلا عندما فشلت في توقيع العقد مع الحكومة، كان علي أن أبتكر لكي أستمر).
وقد أمضى سميث أيامًا صعبة وهو يحاول إقناع المجتمع المالي بصلاحية فكرته وجدواها. الكل كان خائفًا من خدمة التوصيل السريع، حتى شركات الشحن والطيران مثل شركة أميري، وشركة إيربورن، وشركة النمر الطائر. لم تخاطر بهذه الفكرة لخوفها من المجهول والفشل.
لكن سميث الذي عاش كوابيس مرعبة خلال البداية أثبت للجميع أن إيمانه بفكرته قد أثمر نتائج باهرة.
كما انه قد صرح بأنه لا يوجد شخص على وجه الأرض يستطيع أن يحس بما مررت به خلال الأيام العصيبة، كان الضغط النفسي والمادي مرهقًا، وقابلت مئات الأشخاص لإنقاذ الشركة، ولا أعرف كيف استطعت إدارة الشركة، وكيف وجدت الوقت الكافي لمقابلة مديري البنوك ومئات الأشخاص، كنت واثقًا من نجاحي، ومرت أيام كنت أعتبر نفسي محظوظًا؛ لأنني ما زلت أذكر اسمي.
نجاح فيدكس FedEx
كان لدى سميث فلسفة تقول: ” الناس أولًا، ثم الخدمة المميزة، ثم الربح”، وهكذا لم يكن هناك أي شك في أن يأتي الناس ـ بمن فيهم الموظفون ـ في المرتبة الأولى.
ومما دعم نجاحه أيضًا سمعته الممتازة، فهو القائد الذي يعرف ماذا يريد، ولديه الاستعداد التام لدفع الثمن للحصول على ما يريد، مهما كان مرتفعًا.
لا نعني هنا الثمن المادي، (إنما الثمن المعنوي من جهد وتصميم وتضحية وعزم). في نفس الوقت كان فريدريك سميث يحب المخاطرة بشكل يعتبره البعض جنونًا. حتى بعد نجاح فيديرال إكسبريس، في عام 1980م وبينما كان الجميع مأخوذًا بالنجاح. لم يكن سميث مكتفيًا بما وصل إليه ولذلك ابتكر Zapmail وهو نظام لنقل الملفات عن طريق الفاكس تفردت به في وقتها.
والتي كلفت فيديرال إكسبريس 350 مليون دولار خسائر في أواسط 1980م.
وبعدها صدم العالم أجمع في عام 1989م عندما اشترى شركة طيران النمر الطائر بمبلغ 880 مليون دولار، ما رفع ديون شركته إلى مليار و400 دولار، ويبرر سميث أفعاله بقوله: (لكي تبني مؤسسة كبيرة وناجحة عليك أن تدفع الثمن غاليًا، بخاصة على الصعيد الشخصي، ولن تعرف القيمة الحقيقية للثمن الذي ستدفعه إلا بعد وقت طويل من دفعه، فلماذا نخاف إذًا؟ يجب أن نكون مستعدين لدفع الثمن مهما كان غاليًا إذا أردنا أن ننجح، كثير من الناس يعتقد أنه يستطيع أن ينجح بالكلام والأحلام فقط، لكن الواقع يختلف، وهو يحتاج إلى شجاعة وتصميم ومغامرة وفعل).
وفي أواخر التسعينات مضت فيدإكس في عمليات تملُّك وفرت لها أرضيات جديدة وإمكانات في الشحن إضافة إلى خدمات النقل والخدمات التكنولوجية.
في عام 2004م اشترى شركة “كينكوز” مقابل 2.4 مليار دولار.
وهي شركة توفر الخدمات المكتبية والطباعية بالتجزئة؛ وذلك من أجل إضافة المزيد من منافذ التوزيع والاستغلال.
ثروة فريدريك سميث.
تقدر ثروة سميث حاليا بسنة 2022م ب 3.6 مليار دولار حسب موقع فوربس.
بينما بسنة 2018م كانت ثروته تقدر ب 3.8 مليار دولار. مما يعني أن ثروته ليست في تزايد مستمر وذلك حسب المنافسة الشديدة الحالية في مجال الشحن الجوي.
العبرة من القصة.
دائما بالحياة نواجه صعوبات و مشاكل وأزمات مالية وقد نهدد بإفلاس ولكن مع الطموح العالي والرغب والإلحاح في النجاح لا يوجد مشكل في هذه الدنيا الا وستجد له حلا.
في قصة سميث كان عند أبوه المتوفي ثروة هائلة لكن رغم ذلك لم يعرها إهتمام و تشبت بتحقيق حلمه.
لكل أحد منا حلم خاصا به، والسعادة الحقيقية تكمن في تحقيق أحلامك الخاصة. الكثير من الأغنياء الذين ورثو ثراتهم عن أهلهم انتحروا بسبب لم يجدول مغزى في حياتهم.
فالأحلام و معانات الكامنة في تحقيقها هي سر السعادة والمغزى من الحياة.
يمكنك قراءة هذا الموضوع حول: قصة شهرة الدمية باربي وكيف بدأت.
وهذه القصة حول: كيف بدأ مؤسس فنادق هيلتون.
وكذلك هذه القصص الشيقة:
قصة الرسام المحتال – قصة مؤسس موقع علي بابا – قصة مؤسس موقع سوق دوت كوم
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.