تطرقنا سابقا للعديد من القصص الملهمة، والتي رأينا من خلالها كيف يمكننا أن نحول اليأس الى نجاح.
لكن هذه القصة تعتبر واحدة من القصص التي اثارت اعجابنا، لأن صاحبها بدأ من الأرياف، وبدولة ليست أوروبية او أمريكية، ورغم ذلك استطاع النجاح ليصل الى أعلى القمم.
اليكم الان هذه القصة الأكثر من رائعة لرجل أعمال مغربي، الذي ألهم الملايين من المغاربة، والعرب عامة.
بداية القصة.
بسنة 1930م، ستبدأ قصتنا. حيث ولد طفل مغربي بضواحي مدينة تدعى الصويرة.
عند وصوله لعمر 12 سنة تقريبا، بدأ يذهب مع ابوه ليتعلم طرق رعاية الأغنام… ليصبح بعد ذلك اليد اليمنى لأبيه في عمر مبكر.
بأحد الأيام وعندما كان يرعى غنم ابيه، أغمض عيناه من شدة التعب، ليتفاجأ بضياع واحدة من أغنام ابيه، خاف كثيرا الشاب الصغير بسبب أن ابيه لا يرحم من أخطأ.
ومن هنا تبدأ رحلة الشاب نحو المجهول… قام الشاب بإرجاع الأغنام الى البيت، ثم لاذ بالفرار، وهو لا يمتلك الا ملابسه المهترئة، ونعلا قديم للغاية.
توجه الشاب الى أقرب مدينة حيوية اليه وهي مدينة مراكش، ليصل حافي القدمين بعدما فقد نعله بالطريق.
ليبدأ التخوف والحيرة عندها… يمكنك أن تتخيل كيف سيكون احساسك، وانت قادم من قرية الى مدينة كبيرة لا تعرف بها أحد.
اتجه الشاب الى السوق ليجد عملا هناك بحمل الصناديق، ثم بعدها بدأ يتاجر بالطماطم، لكن لم يوفق بالتجارة.
بعدما فقد الأمل بالتجارة، بحث عن اخاه الموجود بمدينة سلا القريبة من العاصمة، ليبدأ العمل معه بمجال البناء… كان يسكن مع اخاه بنفس الغرفة، وقد تعلم مهارات جيدة بمجال البناء، حيث أصبح يعرف كل ما يتعلق بالعمل، وطريقة التسيير.
ملاحقة الأحلام.
بعد مدة بدأ خلاف مالي بينه وبين اخاه، ثم قرر الشاب أن يبتعد عن اخاه ليبحث عن ورشة بناء أخرى.
كان يفكر الشاب خارج الصندوق، كان لديه حلم خاص به وهو أن يصبح صاحب ورشة كبيرة بالمستقبل، كان يوفر المال القليل الذي يتقاضاه من عمله، كان بعمله يشتغل ويركز مع صاحب الورشة ليتعلم منه طريقة التسيير وتعامل مع العملاء وغيرها من الملاحظات التي كان يحاول فهمها.
بعد سنين أصبح لديه القليل من المال، قام بتأجير محل قديم، ثم قام بتوظيف شخصين فقط. بعدها بدأ يقوم بالعمل الخاص به، من ترميم بيوت للعملاء، وبناء بسيط، كان يحاول اعطاء الجودة، والخدمة الجيدة.
بعد مدة أصبح معروف بالسمعة الطيبة، استطاع أن يكسب العديد من العملاء… بعد مدة من العمل الجاد، استطاع أن يصل لمستوى عالي من الاحترافية، أصبح يشتغل لديه أكثر من 19 ألف شخصا.
أصبح يشتري المنازل ويقوم بترميمها، ثم إعادة بيعها، وكذلك التعاقد مع شركات عملاقة…
والآن يعتبر واحد من أكبر رجال الأعمال بالمغرب، يمتلك استثمارات وشركات في العديد من المجالات…
شركات بالبتروكيماويات، وشركات عقارية، وأسواق السلام المشهورة داخل المغرب، وكذلك سلسلة الفنادق موكادور، ليصبح واحد من أكبر اثرياء المغرب.
كان هذا الشخص هو ميلود الشعبي المتوفي سنة 2016م، بعمر 86 سنة رحمه الله.
العبرة من القصة.
دائما لا تستلم للحياة، ولا تفقد الأمل… أحيانا ما نراه مصيبة حصلت لنا، قد يكون هو السبب في تغيير حياتنا للأفضل، مثل ميلود الشعبي بسبب ما حصل له كراعي غنم، تغيرت حياته للأفضل.
غير نمط حياتك، اخرج من منطقة الأمان، فهناك أشياء جديدة ستتعلمها والكفيلة بتغييرك للأفضل.
كما يمكنكم زيارة قناتنا على اليوتيوب لمن يحب مشاهدة الموضوع بالفيديو
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.