الطمع واحد من أكثر الأسباب التي تؤدي بالشخص نحو الظلام، نحو طريق الشيطان. يستطيع أن يفعل أي شيء من أجل لا شيء.
بهذه القصة ستكره هذا الشخص بما في داخل من خبث، وطمع وستستغرب بالأفعال التي استطاع القيام بها بدم بارد.
بداية القصة.
كان هناك شخص متزوج ولديه طفلين، ولكن كان لديه العديد من العادات السيئة، كشرب الخمر وتدخين الحشيش، والكثير من أنواع المخدرات الأخرى.
كان لديه العديد من المشاكل مع زوجته، حتى وصلوا الى مرحلة الطلاق. بعد الطلاق أصبحت المرأة تعيش مع أبنائها وهو يعيش حياته بعيدا عنهم ولا يسأل عليهم، ولا يدفع لهم النفقة الشهرية التي اخرتها المحكمة لهم.
كانت حياته كلها سهر وحانات ليلية، وفتيات… كان ينفق كل أمواله التي يكسبها من خلال سيارة الأجرة خاصته (تاكسي). ما يكسبه اليوم، ينفق غدا على الفتيات والخمر، والمخدرات.
ذات يوم وهو يوصل زبونة الى عملها، تعرف عليها أكثر واخذت رقمه لتتصل به كل ما احتاجته. مع مرور الوقت أصبحت علاقتهما اقوى، فعرض عليها الزواج وبالطبع بسبب ما لديها… فهي تشتغل مشرفة فرع بنكي بمدينتها، راتبها عالي ولديها شقتها وكل ما تحتاجه بالحياة، ولكن لا تعرف سياقة، لهذا السبب لا تمتلك سيارة.
بعد تطور علاقتها أكثر، وعرضه الزواج عليها قبلت أخيرا سبب قبولها ان وصلت الى عمر متقدم يفوق 38 سنة.
الزواج والخبث.
بعد زواجهما، أصبح زوجها يعيش معها، يوصلها كل يوم للعمل ويذهب هو يكمل عمله… لم يكن يشتري أي شيء للبيت، هي من كانت تأتي باحتياجات البيت كلها، وهي من كان يدفع فواتير الهاتف والكهرباء والماء وما الى ذلك…
كانوا يقضون وقت معا بالليل أحيانا، ويكلمها عن عملها وكيف تجري الأمور بالبنك، وهل الأموال تبقى بالبنك ام يأخذونها بكل ليلة، ويسألها عن مقدار النقود التقريبي الذي يوجد بخزنة البنك وغيرها من الأسئلة… وهي كانت تجيب بحسن نية معتبرة انه شريك حياتها.
بعد مرور السنين أصبحت تشعر انه يثقل عليها، لأنه أصبح يطلب منها نقودا بحجة ان العمل لديه متدهور. وأصبح يسهر طوال الليل ويأتي للبيت في حالة سكر قوي ويزعج الجيران من حولهم بصراخه…
حاول أن تحافظ على علاقتهما معا، ولكن لصبر حدود فقط أصبح من سيء الى أسوأ. لذلك طالبته بالطلاق وان يذهب بعيدا عليها لم ترد تريده، هو بالطبع رفض لأنه طامع في راتبها ويسكن ويأكل بالمجان.
الطمع القاتل.
بعد ما عرفت انه لا يريد ذهبت الى المحكمة، وقاضته هناك… بعدما عرف هو أصبح متوترا وانه سيفقد الكنز الذي لديه، لذلك بدأ يخطط كيف يكسب منها نقودا. وهو يخطط تذكر ما كانت تقول له عن البنك انه مليء بالأموال وهي المسؤولة عن خزينة البنك…
بتلك الليلة خطط جيدا وجهز كل الأدوات والمعدات اللازمة لخطته. بتلك الليلة قال لها انا اسف وسأصلح الأمور، بعد مرور مدة من الكلام ومحاولة اقناعها… قال لها: حبيبتي غدا سوف أخذك مبكرا للعمل لأنه لدي موضوع مستعجل يجب أن أقوم بها، وبكل حسن نية وافقت وقالت لا مشكلة، سأذهب مبكرا للعمل واجلس هناك بمكتبي.
في الصباح مبكرا على عملها بساعتين تقريبا، اخذها وذهب بها الى العمل… فقط وبعد فتحها الى البنك جاءت عاملة النظافة لتنظف، لأنها دائما تأتي مبكرا تنظيف كل شيء. ثم بعد لحظات فقط دخل شخصين الى البنك، بلباس أسود وقناع على الرأس… هجموا على الزوجة ثم قاموا بطعنها حتى الموت، لم يرو عاملة النظافة بسبب انها كانت تنظف مكتب اخر، عند سماعها الى صراخ بدأت تنظر متخفية، فرأت شخصين يحاولون فتح خزنة النقود بالمفاتيح التي اخذوها من مسؤولة البنك بعد قتلها.
لم تفتح لهم الخزنة بالمفتاح فلم يعرفا ما الذي يجب ان يفعلاه، بعد لحظة سمعوا صوت شخص ما وهو يكتم أنفاسه من الخوف. فوجدوا عاملة النظافة وقاموا بطعنها أيضا وفروا هاربين بدون نقود، قتلوا شخصين بدون أن يكسبوا شيء.
كيف تم العثور على القاتل؟
عند دخول أحد العملاء للبنك صباحا، وجد عاملة النظافة على الأرض مليئة بالدماء، فقام بتبليغ الشرطة… عند وصلوا الشرطة وجدوا جثة عاملة النظافة، ثم جثة الزوجة مشرفة البنك.
بدأت الشرطة بمحاولة، حل الجريمة اول ما قاموا بفعله، هو النظر بكاميرات المراقبة، حيث تبين لهم دخول مسؤولة البنك مبكرا، ثم عاملة النظافة بعدها ب 5 دقائق، ثم بعد 15 دقيقة دخول المجرمين… لاحظت الشرطة أن المجرمين واحد قصير لديه مشكلة بقدمه اليمنى، والمجرم الأخر أطول منه بكثير.
عندما ذهبت الشرطة الى شقتها وجدوا زوجها هناك، ثم دار بينهم الحوار التالي.
- الشرطة: ألا تعرف أن زوجتك وجدنا جثثها بالبنك.
- الزوج: لا لا لا يمكن، هل تمزحون؟ (ثم بدأ في البكاء).
- الشرطة: اين كنت البارحة صباحا؟
- الزوج: لقد اخذت زوجتي باكرا الى العمل، لأنه كان لدي عميل مهم يجب ان اوصله.
- الشرطة: ومن هو هذا الشخص؟ نريد ان نقابله.
- الزوج: لا اعرفه فقط أحد أصدقائي توسط لنا… ولماذا كل هذا هل تشكون بي؟ انا الان مصدوم زوجتي الحبيبة ماتت وأنتم تحققون معي، (ثم بدأ يبكي مجددا).
لاحظ شرطي من فرقة التحقيق أن الزوج بنفس مقاسات الشخص القصير الموجود بالكاميرة، وكذلك نفس المشية، ونفس المشكلة بالرجل اليمنى… لكنه لم يقل له شيء، ثم رحلت الشرطة.
شكت الشرطة في الزوج بسبب توثره وطريقة كلامه الغير واضحة، لذلك قرروا تعقبه، لكي يجدوا الشخص الأخر الطويل.
بعد أيام من التعقب، قابل أخيرا صديقه الجرم الاخر بإحدى الحانات، ثم قامت الشرطة باعتقالهما معا.
بمركز الشرطة وحينما هم يحققون معهما، ذهب فريق اخر لبيت الرجل الطويل، فوجدوا كل المعدات (القناعين، واللبس الأسود، وحتى السيف الذي قتلوا به الضحيتين).
أصر المجرمين على النكران، حتى بعد اظهار لهما شريط الفيديو وانهما بنفس المقاسات، شخص طويل وقصير، ونفس مشكلة القصير بالرجل اليمنى. ولكن الضربة القاضية بعد أن وضعوا امامهم نفس الملابس والأقنعة بالفيديو التي وجدوه بالبيت. هنا بدأ الرجل الطويل بالكلام قائلا:
- المجرم الطويل: لقد اغراني، قال لي أننا سنسرق العديد من الأموال من خلال مفاتيح زوجته بالبنك. ولم أكن اعرف أنه سيقوم بقتلها.
- المجرم القصير: ماذا تقول انت من شجعني على قتلها، وانت من خطط معي في هذه الخطة.
- الشرطي: كيف فعلتما هذه الجريمة؟
التخطيط للجريمة.
ثم حكى له المجرمين كيف خططا لهذه الجريمة… حيث ذهب الزوج الى صديقه المجرم الطويل الى بيت وأخبره بما ينوي فعله. وان زوجته لديها مفاتيح الخزينة، وانه سيقنعها بذهاب مبكرا للبنك قبل أن يأتي أي شخص أخر، يقومون بقتلها وأخذ الأموال ثم الهروب بكل بساطة. لم يعرفا ان الخزينة أمنة جدا ولا تفتح بالمفاتيح فقط بل هناك ازرار وطرق وخطوات أخرى يجب أن يفعلوها.
بعد تخطيطهم للجريمة، طلب الزوج من صديقه الطويل أن ينتظره صباحا، بالشارع خلف مكان البنك، عندما اوصل زوجته للعمل بالبنك، ذهب عند صديقه بالشارع وراء البنك، ثم لبسوا زيهم واقنعتهم. وهجموا على البنك وفعلوا ما فعلوه، بدون سرقة أي شيء.
العبرة من القصة.
بسبب الطمع نرى العديد من المعاناة والدمار يحصل بمجتمعاتنا، ويكون غالبا ضحايا هذه النوع من الطمع هم الأطفال.
الأنانية والطمع تجعلنا نفعل أي شيء لم نكن نستوعب اننا سنفعله يوما ما، بسبب الطمع نرى مجتمعاتنا تنهار يوما بعد يوم، مثل ان يطمع مسؤول ما في ميزانية مشروع، او يطمع تاجر ما بالربح الأكثر، فيقوم ببيع منتجات سامة او مسرطنة.
الطمع هو طريق الشيطان الذي يزين لك ما تفعله للوصول الى ما تريد، ولكن بالنهاية وبعد فوات الأوان ترى ان كل ما كنت تخطط له مجرد سراب، بسببه ضيعت حياتك ومستقبلك.
فكما يقول المثل الشهير: العبد حر إذا قنع… والحر عبد إذا طمع.
نرجو ان تكون القصة نالت اعجابكم، ونسعد بزيارتكم لنا مجددا للاستمتاع بالكثير من القصص الأخرى.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.