الشاب الأندنوسي المسلم، الذي رأى نفسه بالجنة. ما قصته؟ ولماذا رأى نفسه بالجنة؟ وماذا حصل له بعد ذلك؟
دعونا نتعرف على قصته بخلاصة
بداية القصة
في قرية صغيرة هادئة بشرق أندنوسيا. كان هناك شاب طيب القلب يُدعى “مَالِك”. نشأ مالك في أسرة فقيرة كما هو الحال لمعظم سكان القرية.
لكنه كان معروفًا بأخلاقه الحميدة، وكرمه وسعيه الدائم لمساعدة المحتاجين.
أهم ما كان يميزه عن غيره، أن مالك كان بارًا بوالدته، التي لم يكن لديه بالحياة غيرها. كان يقضي معظم وقته في خدمتها ورعايتها.
ذات يوم، مرضت والدة مالك مرضًا خطيرًا، وأصبح قلقًا للغاية على صحتها. لم يترك مالك جانبها، وكان يدعو الله ليل نهار لشفائها. ازدادت حالة والدته سوءًا، وبات مالك على وشك فقدان الأمل.
كان يضحي بوقته وشبابه من أجل والدته، لدرجة أن أهل القرية لم يروا مثل درجة البر هذه من قبل.
الشاب والجنة
في إحدى الليالي، بينما كان مالك يجلس بجوار والدته، يقرأ القرآن الكريم ويدعو الله، شعر بنعاس شديد، من كثرت التعب والسهر.
وفجأة، وجد نفسه في مكان غريب. كان المكان عبارة عن حديقة جميلة، مليئة بالورود والأشجار المثمرة. شاهد مالك الأنهار التي تجري من بين الأشجار، وعبق الهواء برائحة المسك والعنبر.
لم يصدق مالك ما يراه، لكنه بنفس الوقت تمنى أن يبقى بتلك الحديقة.
بينما كان يتجول في الحديقة، إلتقى بِرجلٍ مُسنٍّ ذو وجهٍ مُشرقٍ، ونورٍ يحيطُ به. سأله مالك: أين أنا؟
فأجابه الرجل: أنت في الجنة يا مالك.
تعجب مالك وقال: ولكنني لم أمت بعد.
فقال الرجل: نعم، ولكنك أتيتَ إلى هنا لتُرى ثوابَكَ على صبرِكَ وبرِّكَ بوالدتكَ.
أُصيب مالك بالدهشة، وسأل الرجل: كيف ذلك؟
قال الرجل: لقد كنتَ تُطيعُ والدتكَ وتُكرمُها، وتُساعدُ المحتاجينَ، وتُصلي وتُصومُ، وتفعلُ كلَّ ما يُرضي اللهَ تعالى، والله لا يضيع من أحسن عملا.
العبرة التي أخذها
المفاجئة، استيقظ مالك من نومه، ووجد والدته قد شُفيت تمامًا. أدرك مالك أن ما حدث معه كان حلمًا، لكنه حلمٌ حقيقيٌّ رأى فيه فضل الله تعالى بعباده الصالحين.
أحيانا يبتلينا الله تعالى بمصائب، ليرى صدق أعمالنا. المصائب هي حب من الله بعبده، ورحمته به.
البلاء جزء من الحياة، وقد حصل للعديد من الأنبياء، كسيدنا أيوب الذي عرف بقوة صبره على البلاء، وسيدنا يونس الذي دخل بطن الحوت، وسيدنا سليمان، الذي فقد كل قوته وسلطته.
مهما كان وضعك، والمشاكل التي تعيشها، قل الحمد لله. واعرف أن جزائك سيكون في الدنيا والآخرة. وإذا لم يكن بالدنيا، ستجده مضاعفا بالآخرة أن شاء الله.
ولا ننسى برنا بالوالدين أبدا، خصوصا الأم. فالجنة تحت أقدام الأمهات، وهذا بالضبط ما حصل لشاب الطيب مالك.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.