بهذه القصة القصيرة، ستأخذ العبرة بأنه أحيانا تنصدم بأشخاص، لم تكن تتوقع منهم ما فعلوه. أن يكون لديك صديق منذ أيام الطفولة تعتبره أكثر من الأخ، ولكن بالنهاية يجعلك مندهشا مبهورا منه عندما تكبرون، خصوصا إذا أصبحت أفضل منه.
بداية القصة.
كان هناك طفلين صغيرين، بنفس العمر، بنفس الحي وحتى أن اهتماماتهما متشابهة.
كان يدرسان مع بعضهما البعض، كانا يدخلان لبيوت بعضهما البعض.
مع مرور السنين كبرا ليصبحا شابين بالعشرينات من عمرهما، كان يحبان البرمجة حتى انهما درساها بالجامعة وتخرجا بنفس السنة.
اشتغلا بشركات للبرمجة يحلم الكثير بالانضمام لها. كانت رواتبهما جيدة بسبب انهما كانا يعشقان البرمجة فكانا مبدعين بعملهما.
كان أحدهما يكمل الاخر، دائما يفسرا لبعضهما البعض الحيل، والطرق لتسهيل من عملهما.
بداية الحقد والحسد.
مع مرور السنين بأواخر العشرينات من عمرهما، بدأ يظهر فارق النجاح في الحياة بينهما.
أصبح واحد منهما لديه مؤسسة صغيرة، متخصصة بإنشاء التطبيقات تحت الطلب للشركات التي تحتاج خدماته. بين الشاب الثاني لازال يعمل براتب، رغم انه محترف بالبرمجة الا انه لم يحقق أي تقدم ملموس عبر مرور السنين.
ولكن لماذا أصبح هذا الفرق بينهما؟
عندما بدأ الشباين العمل بشركات البرمجة، كان واحد يستمتع براتبه (ملابس من ماركات عالمية، جوالات بأخر اصداراتها، سيارة فارهة بالقسط، وكذلك شقة بمكان راقي عن طريق القرض).
أصبح أكثر من نصف راتبه الشهري يذهب لسيارة والشقة.
بينما الشاب الاخر كان يعمل بجد أكثر، يقوم باستثمار جزء صغير من راتبه بدورات فنون الإدارة، وتأسيس مشاريع الصغيرة. كما انه لم يكن يمتلك سيارة او شقة، كان يسكن مع أهله وكان بعد الدوام يجلس بغرفته يحاول إيجاد عملاء يطلبون خدمته.
كان دائما يقول لصديقه تعال ابدأ معي لكنه يرفض، يقول لدينا عمل بشركة كبيرة، وراتب رائع دعنا نستمتع، لقد درسنا بجهد والان يجب أن نستمتع بحياتنا.
وكهذا بعد مرور السنين استطاع الشاب المجد أن يستقيل من الشركة، ليتفرغ لمؤسسته الصغيرة. أصبحت مؤسسته أكبر، لتصبح مداخله منها جد عالية.
أصبح لديه بيتا كبيرا، وسيارة رائعة. بينما صديقه لازال يدفع أقساط السيارة والشقة.
مع مرور الوقت أصبح الشاب الذي كان يريد فقط الاستمتاع بحياته يكره صديقه. أصبح يكره صديقه فقط لأنه أصبح أفضل منه وناجح بحياته. من شدة الحسد والحقد على صديقه لم يعد يحب وظيفته، أصبح يذهب للعمل وهو غاضب بسبب أن حياته أصبحت كلها ديون وأقساط.
بينما صديقه أصبحت لديه شركة صغيرة، التي استطاع أن يبني منها حياته وممتلكات بدون أقساط او ديون.
نتيجة الحقد والحسد.
أصبح الشاب الموظف كثير السلبية بالعمل، وأصبح يتشاجر مع الموظفين ليتم طرده بالنهاية من الشركة.
بعدما تم طرده من الشركة زادت مشاكله، لم يجد أي دخل ليعيش به وليسدد ديون الشقة.
قرر صديقه ان يوظفه بعدما عرف انه خرج من شركته السابقة، لكنه رفض بشدة ثم قال له: هل تريدوني أن أصبح موظف لديك بعدما كنت أعيش برفاهية أكثر منك.
رأى صديقه الكره والحقد بعينيه عندما كان يكلمه. انصدم من المنظر لم يكن يتوقع أن يصبح صديقه المقرب بهذا الحقد والكراهية التي شعر بها.
العبرة من القصة.
أحيانا نجاحك يظهر لك الصديق والعدو. هناك أشخاص مقربين بحياتك إذا أصبحت أفضل منهم، او فقط راتبك الشهري اعلى منهم، يحسدونك بشدة لدرجة انهم يتمنون لك الإفلاس او المرض او حتى الموت.
المتعة القصيرة لا تدوم، دائما حاول أن تمسك نفسك قليلا، وأجل المتعة الى أن تؤسس مشروع او يصبح لديك مدخول جيد ومستمر.
استثمر بنفسك وطور مهاراتك، وأعلم أن الوظيفة لا تدوم الا إذا كنت محترف بمجال ما فتكون مطلوب بين الشركات.
أفضل نصيحة كموظف، لا تدخل بالتزامات تكسر الظهر… كالقروض، او التكاليف الغير ضرورية والمنتجات الغالية التي لا فائدة منها.
أسباب الحقد والحسد.
من وجهة نظرنا، الحسد او الحقد ما هو الا نتيجة الفشل، يعني أن الشخص الذي يحقد عليك او يحسدك بسبب أنك نجحت بحياتك او تفوقت عليه، يعرف انه لا يستطيع الوصول مثلك او انجاز مثل ما أنجزت. الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو أن يكرهك، ويزداد قلبه بتخزين الحقد داخله.
خالبا ما يكون الحقد والحسد موجه للمقربين، إذا نجحت بحياتك فغالبا سيتم حسدك من المقربين لأنهم يعرفونك عندما كنت لا تمتلك شيء. أما إذا نجح شخص اخر لا يعرفونه فلن يحسدوه، ببساطة لأنهم لا يعرفوه.
بخلاصة إذا نجحت او حققت شيء ما ليس الكل قادر على تحقيقه. هذا أقوى سبب ودافع لأشخاص الممتلئة قلوبهم بالغل والحسد أن يحقدوا عليك.
غالبا ما يكون الشخص الحاقد والحاسد، ضعيف العزيمة لا يستطيع العمل بجد لتحقيق ولو جزء مما حققه غيره.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.
