هل تساءلت يوما، لماذا الشركات الكبيرة كجوجل تزداد قيمتها سنويا؟ إضافة الى خدماتها، ومنتجاتها وابداعاتها؟ الشيء الذي يضخم من أرباحها، بشكل متواصل.
ألم تفكر يوما، كيف هي مهارات الموظفين الموجودين داخل مقرات جوجل؟ او من أين تأتي جوجل بالموظف اللامع؟ وهل فعلا فقط العباقرة هم من يشتغلون داخل شركة جوجل؟
بهذا الموضوع سنتعرف على العديد من التساؤلات، التي قد تخطر على بالك حول شركة جوجل. وبعض الاستراتيجيات، التي تقوم بها شركة جوجل كطريقة اختيار الموظف، وكيفية تشجيعه على الابداع.
إضافة الى طرق التعامل مع الموظف اللامع والسيء.
هذه المعلومات من خلال كتاب قواعد في العمل: من داخل شركة جوجل. لكاتب لازلو بوك
من هو لازلو بوك. LASZLO BOCK
رجل أعمال أمريكي، كان سابقا نائب المدير بقسم الموارد البشرية لشركة جوجل. حيث قام باكتساب خبرة كبيرة بمجاله كطرق اختيار الموظفين الجدد وطرق تحفيزهم وتطويرهم. فقد تلقت شركة جوجل أكثر من 100 جائزة بالتوظيف عند فترة عمله بها. كأفضل بيئة عمل للموظفين، وأفضل تناسق بين الموظفين وغيرها…
وهو الآن مؤسس شركة احترافية تهتم بطرق تحسين الحياة المهنية للموظفين بالشركات الكبرى، وتطوير مهاراتهم المهنية والاجتماعية وغيرها… وقد صنف بسنة 2010م، واحد من أفضل الأشخاص الخبراء بمجال الموارد البشرية، بمجلة HR Resources Magazine.
إذا كيف تختار جوجل موظفيها؟
تستقبل جوجل سنويا ازيد من 3 ملايين طلب سيرة ذاتية، ولكن فقط 5 ألاف شخص من يحصل على الوظيفة سنويا، أي بمعدل شخص بين كل 600 طلب.
رغم أن جوجل لا تؤمن بفكرة أن الموظف المميز، يكون خريج من الجامعات القوية والمشهورة عالميا، الا أن معظم الذين يحصلون على الوظيفة، هم من خرجي الجامعات المرموقة كهارفارد.
تنفق جوجل معظم ميزانية الموارد البشرية في البحث عن الموظف المثالي، بدل انفاقها على موظف جديد قصد تطويره، لأن إنفاق الميزانية على موظف مبتدأ قصد تطوير يكلف أكثر من البحث عليه، وهذا سبب أن معظم الموظفين يتم اختيارهم من الجامعات المرموقة، ليس من الضروري أن يكون كل خرجي هارفارد أشخاص لامعون طبعا، ولكن مقارنة مع باقي الجامعات تعتبر الأفضل.
قد يضل الموظف الجديد غير قادر على الإنجاز، بعدما تم صرف ميزانية على تطوير، بينما الموظف اللامع فأسوأ ما يمكن أن تتوقع منه، هو عمل وانجازات عادية.
تعتبر جوجل أن الموظفين المميزين، يجب ان تلهمهم بغاية كبيرة لتشجعهم على الانضمام للشركة. كما ان معظم الأشخاص المميزين لا يركزون كثيرا على جمالية السيرة الذاتية الخاصة بهم، لأنهم وببساطة لا يحتاجون لعمل جديد مثل باقي الأشخاص العاديون، ولكن يحتاجون فقط لتغيير لشركات يروا أنها أفضل لهم.
كيف تتعامل جوجل مع الموظفين؟
تتعامل جوجل مع الموظفين بثلاث طرق هي:
- الغاية
- الشفافية بكل شيء
- حرية انجاز الأعمال
جوجل تعطي أهداف سنوية واضحة لكل الموظف، وتجعله ينجز تلك الأعمال بطريقته الخاصة، دون أي أوامر او توجيهات محددة. بحيث تجعله سعيدا ومرتاحا في انجاز أهدافه المخصصة له.
تقوم جوجل بوضع الغاية التي تريد تحقيقها، بكل مكان في بيئة العمل وتكرار المدير لهذه الغاية بشكل يومي، ليجعلها محفورة بدماغ كل من يعمل بالشركة ويسعوا لتحقيقها.
جاء هذا التغيير من خلال دراسة في علم الاجتماع، أجريت على مزرعة فواكه بالمكسيك. حيث قاموا بتقسيم المزرعة الى قسمين. قسم يتلقى الأوامر بالحرف ما الذي يجب أن يقوموا به. والقسم الاخر لهم الحرية الكاملة في إتمام الأمور بعد اخبارهم بالمهام اليومية او الأسبوعية فقط.
بعد سنة تم ملاحظة أن أفراد القسم الذين كانت لديهم الحرية الكاملة في طريقة انهاء الأمور، كانوا أكثر انتاجا. مما يعني علاوة ومكافئة إضافية الى العمال، وربحا أكبر لصاحب المزرعة.
لا تعتمد جوجل على التقييمات بين الموظفين، لأن أسلوب التقييم يجعل كل الموظفين في ذعر وتوثر من تقييم مديرهم. فيبدأ البعض في التخفي ليتفادى الأخطاء، او يقوم بالشيء حرفيا لا يبدع به خوفا من التقييم السلبي. كما ان المدير لا يمتلك السلطة المطلقة على الموظفين، لا يستطيع طرد او إضافة عضو جديد بفريقه، بل هناك لجنة من 10 أفراد مختصة بهذا النوع من شؤون الموظفين، كالطرد او الترقية والمكافئات، وغيرها… مما يساعد في تخطي العلاقة بين الموظف ومديره حيث يصبحوا أقرب لبعض، ويفهموا إمكانيات وقدرات بعضهم.
تؤمن جوجل بأن الحرية في طريقة انهاء الأعمال، تعني راحة نفسية للموظفين، وبالتالي انجاز أكبر، وخدمة أفضل، ثم ربحا أكبر للشركة.
كيف تكافئ جوجل موظفيها على الإبداع؟
بعيدا عن الرواتب المرتفعة، والمكافئات المادية الجيدة. توفر جوجل الكثير من الخدمات الصغيرة والبسيطة. ولكن تأثيرها كبير على نفسية الموظفين وأدائهم الوظيفي.
من بين هذه الخدمات أماكن للنوم، لمن يشعر بالتعب، قاعات رياضية وترفيهية، أماكن للغذاء عالية الجودة.
لا تتعامل جوجل مع من يعمل بها على انهم موظفين، بل على أنهم من الشركاء ليصبح لديهم حرص كبير على الشركة وخوفهم عليها.
عندما يكلف فريق بالشركة بتطوير مشروع جديد، يتم تشجيعهم بكل الاحتياجات، حتى الشخصية منها. وإذا بدأ المشروع بجني الأرباح، يصبح لذا الطاقم المطور حصة من تلك الأرباح سنويا.
كما انا جوجل تكافئ الطاقم على جهوده، حتى لو فشل المشروع. مثل عشاء رومنسي مع زوجته وأبنائه، او تذاكر مجانية لفلم جديد مع عائلته، او حتى قصات شعر مجانية.
بسبب الطريقة المثالية في تعامل شركة جوجل مع الموظفين، أصبحت من أوائل الشركات القادرة عن كسب عائدات تصل الى مليار دولار سنويا.
يمكن زيارة هذا الموضوع حول: كيف تتعامل شركة أبل مع الموظفين
هذا الموضوع حول: كيف تتعامل شركة مايكروسوفت مع الموظفين
وكذلك هذا الموضوع: شركة adobe وطريقة اختيارها للموظف.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.