من منا يعلم أن ما نقوله عن أنفسنا، او لأطفالنا قد يكون سببا في نجاح او فشل مستقبلهم.
لا يوجد شخص بالعالم لا يخاطب نفسه أثناء خلوته بها، سواء قبل النوم او بطريقه الى البيت. وهذا الحديث الذي يحدث بينك وبين عقلك، والذي سماه علماء النفس والاجتماع بالحديث الداخلي.
الكل منا يعرف هذا الحوار الذي يكون طويلا أحيانا، تعطي أفكارا وتناقضها بعد لحظات، وتعترف بداخلك بأخطائك ونقاط ضعفك وقوتك وغيرها من الأقوال الداخلية. الأطفال بدورهم لديهم هذا النوع من الخطاب الداخلي، والذي يتم انشاءه حسب البيانات التي يتلقاها بشكل يومي، سواء من عائلته او محيطه الخارجي.
إذا كيف يؤثر ما نقوله على أطفالنا
للكلمة قوة كبيرة سواء على أنفسنا او على أطفالنا، بكلمات القرآن الكريم أصبح العرب أمة واحدة بعد ما كانوا متفرقين بالجاهلية من قبائل وأنساب، واستطاعوا أن يقوموا بفتوحات لم يرى العرب مثلها من قبل.
الكلمة أحيانا يكون تأثيرها أقوى من السيف، كما أنه بسببها شنت الكثير من الحروب عبر التاريخ. لذلك يجب عليك ان تكون حذرا لما تقوله لنفسك او لغيرك وخصوصا الأطفال.
هناك الكثير من الأهالي يقولون كلام سلبي لأطفالهم، بدون إدراك منهم على ما الذي يمكن ان ينتجه هذا الكلام، على المستوى البعيد في تكوين شخصيته وثقته بنفسه. فمثلا إذا كنت من الأشخاص الذين يقولوا لأطفالهم أنت حيوان، انت غبي، انت لا تفهم، لا تصلح لهذا… وأيضا مقارنته بالأخرين انظر الى ابن فلان كيف متفوق.
مع مرور الوقت تبدأ ذاكرته بتخزين المعلومات التي يتلقاها، ثم يقوم بمعالجتها ليجعل منها أمر واقعي لا يمكن تغييره. فيقنع نفسه انه فعلا غبي وضعيف الفهم وكل اقرانه أذكى منه. ثم يفقد ثقته بنفسه، فيصبح متخوف من تعلم أي شيء جديد حتى لو كان موهوب بهذا الشيء.
طرق التعامل مع أطفالنا لتحفيزهم
من المهم جدا أن ندرك إيجابيات وسلبيات توجيه الكلام للأطفال. فإذا كنت فعلا تهتم بأمر أطفالك، فعليك تعليمهم الثقة في النفس، وأن تقوم بتشجيعهم على محاولاتهم الفاشلة والناجحة. معظم الأوقات نرى أبناء المثقفين والأغنياء ناجحين، فنقول هم أبناء الأغنياء لهذا نجحوا، ولكن لا نرى كيف يتعاملوا مع أبنائهم، وكيف يقومون بإشراكهم في بعض الأعمال الصغيرة والاجتماعات مع بعض أفراد العائلة او الأصدقاء.
مقولة بكتاب الأب الغني والأب الفقير نالت اعجابي، والتي تقول يخبر الفقير ابنه أن يدرس بجد ليتسلق اعلى المناصب بالسلم. بينما يخبر الغني ابنه بالدراسة والتفوق والابداعي ليمتلك السلم، بمعنى حتى طرق التفكير والأحلام البسيطة تجعل من أهداف أطفالك محدودة وتقليدية. والأب الغني او الفقير نقصد بها الفقر والغنى المعرفي والادراكي.
أثار حسن التعامل النفسي مع الأطفال
هناك قصة حقيقية وشيقة، تبرهن على مدى قوة ما نخبر به أطفالنا على مسار حياتهم.
كان الطفل توماس أديسون ذو الثماني سنوات عائد من المدرسة، حاملا رسالة لأمه مقفولة من طرف المدير. أعطى أديسون الرسالة لأمه، فبدأت تبكي وهي تقرأ الرسالة. ثم ردت على أبنها… يقول مدير المدرسة أنك عبقري ولا يستطيعون التعامل مع ذكائك في مدرستهم المتواضعة.
بعد مرور السنوات توفيت أم توماس أديسون، فبدأ يبحث بين أغراضها فرأى الرسالة التي ذكرته بأيام الطفولة وأخر يوم له بالمدرسة. عند فتحه للرسالة صدم بما مكتوب بها… ابنك غبي جدا لا يستوعب مثل باقي الأطفال، لا يوجد شيء نقدر على فعله من أجله.
دمعت عين أديسون وهو يدون، ” أديسون كان طفلاً غبياً، ولكن بفضل والدته الرائعة تحول لعبقري.”
والسؤال المفتوح هنا… ماذا كان سيحصل لو أخبرته امه بالحقيقة؟ هل كان سيستمر او سيجلس باكيا عن قدره؟
هل كنا سنرى الاختراعات التي ابتكرها؟ كالمصباح مثلا.
فكر قبل أن تقصف طفلك ببعض الصفات.
ونرجوا أن يكون الموضوع نال إعجابكم.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.