هناك الكثير من الطرق الملتوية، التي يقوم بها البعض لجني الثروة. نجد من يقوم بالنصب على الأشخاص عن طريق اغرائهم بالاستثمار والعائد الكبير من ذلك. ونجد ايضا اشخاص حققوا الثروة من بيع أدوية يحتكرونها، أو من خلال بيع الأوهام لعامة الناس.
ولكن أن تجد من يحقق الثروة من خلال استغلال إيمان الناس به، وتصديقهم بما يدعيه من امتلاكه قوة خارقة قادرة على شفاء أي مرض، وغيرها من الادعاءات الكاذبة. هذا الشيء لا يمكن أن نراه إلا بالدول المؤمنة بالخرافات مثل دولة الكونغو ونبيهم المليونير دومينيك كونديه.
اللعب على عواطف الناس
مدعي النبوة الكونغولي دومينيك كونديه، الشخصية الأكثر شهرة بدولة الكونغو. استطاع تحقيق ملايين الدولارات من خلال بيع الأوهام والأمل المزيف للمرضى، ومن يمتلكون مشاكل أخرى كالعقم، والإعاقة وحتى الأمراض الخطيرة كالسرطان والإيدز…
لديه أكثر من 10 آلاف متابع على فيسبوك، بالاضافة الى ملايين الأتباع المؤمنين به داخل دولة الكونغو. يأتي من أتباعه المؤمنين به عشرات الآلاف، الى أكبر ملعب بالعاصمة كينشاسا وبحضور أهم السياسيين بالبلد بالاضافة الى رئيس الوزراء، والكثير من الحرس. ليقوم كونديه بإعطاء خطاباته المعسولة والمحفزة لهم.
يكسب كونديه محبة الناس من حوله من خلال جعلهم يستمعون إلى ما يريدونه، من تحقيق الأحلام والمستقبل المشرق الذي ينتظرهم.
يعتبر كونديه أهم شخصية محبوبة بين السياسيين بالكونغو. وذلك بسبب قدرته على زرع الأفكار المغلوطة حسب توجهات الحكومة، بالاضافة الى الأفكار التي تريد الدولة من الشعب أن يؤمن بها.
تحقيق الثروة من إيمان الناس
بما ان مدعي النبوة كونديه، يساعد الدولة في السيطرة على الشعب وتغيير أفكارهم. بدورهم يسمحون له ببيع المشروب الرباني كما يصفه. الذي يدعي من خلاله أنه يشفي جميع انواع الامراض، وحتى الأمراض التي عجز العلم والطب الحديث عن علاجها.
يحتوي المشروب على كمية من البنزين والليمون وبعض البهارات الاخرى. ورغم أن الناس يعرفون بوجود البنزين داخل المشروب، يستمرون باستهلاكه بسبب إيمانهم وثقتهم العمياء بنبيهم المزيف.
كل يوم صباحا يأتي المئات إلى مقره، وهذا العدد من الزيارات قد يكون أكبر من أشهر المستشفيات بمنطقتك. يفحص المريض بنظرة واحدة فقط لا تستغرق 3 ثواني، ثم ينصحه بعد ذلك باستهلاك المشروب، وينصح أصحاب الاعاقة بدلك المكان المصاب بالعصير الرباني كما يدعي.
يقوم الأشخاص الذين يعملون لصالحه، بنقل الإشاعات بين الناس، حول قصص كاذبة لأشخاص عالجهم المشروب، وحتى ان هناك قصص عن كيف استطاع المشروب الرباني بارجاع بعض الموتى إلى الحياة.
يقوم كونديه ببيع المشروب بثمن جدا باهظ بأزيد من 30 دولار للتر. وهذا المبلغ أكثر من نصف الراتب للفئة الفقيرة بالمجتمع. لكن رغم ذلك وبسبب إيمانهم الأعمى بمدعي النبوة يقومون بشراء المشروب.
قد يكون الطريق لتحقيق الثروة طويلا ومن الصعب بلوغه. لكن من خلال نشر الجهل والامية بين الناس، وقمع العلم وتدمير المؤسسات التعليمية. يصبح من السهل تحقيق ملايين الدولارات شهريا، عن طريق ترويض العقول المحدودة بالمجتمع، وجعلهم يصدقون ما تريد، مثل ما قام به مدعي النبوة المليونير دومينيك كونديه.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.