من أكثر الظواهر انتشارا حاليا بمجمعاتنا العربية خصوصا، وبالعالم عموما. الكثير بمجتمعاتنا قد يحسدك ويكرهك، بمجرد أنك اشتريت حذاء رياضي جديد كان يحلم بشرائه.
بهذه القصة سنرى كيف يمكن أن يؤدي الحسد والحقد، لارتكاب أبشع ما يمكن أن تسمع به.
بداية القصة
كانت هناك عائلة طيبة متكونة من 5 افراد، (الأب، والأم، وبنت بعمر 19سنة، وابنين واحد بعمر 5سنوات والأخر 14سنة). كانا الزوجين يمتلكان دخلا محترما يكفيهما وأكثر، الام كانت تشتغل مسؤولة معمل للخياطة، والأب مدير شركة تجارية.
بأحد الأيام قررت الزوجة جلب مساعدة بالبيت (خادمة منزلية)، كانت الخادمة ارملة ولديها ابن بعمر 20 سنة. كان يجلب والدته بشكل يومي، ثم يأخذها نهاية اليوم ليلا. وكانا أحيانا يدخل مع والدته الى بيت الاهل، إذا كانوا محتاجين شخص يحمل بعض الأغراض الثقيلة، او عندما يجلب لهم أحيانا الخضار.
مع مرور الوقت أصبحت العلاقة قوية بين ابن الخادمة واهل البيت، أصبح يتكلم مع ابنها ذو 14 سنة، وأحيانا يجلس مع الرجل يتكلمون لبضع دقائق.
بعد ما عرف الرجل قصة الشاب وكيف مات ابوه، وكيف يعاني مع والدته، اشترى له سيارة صغيرة لحمل البضائع بنية مساعدته على العمل وصنع مستقبله. فرح الشاب كثير وأصبح يشتغل ويكافح ليصل الى دخل لا بأس به.
كان الشاب يوصل امه دائما ويدخل عند الاهل يرحبون به، أحيانا تعطيه الام نقودا وأكلا، وأحيانا ملابس جديدة وأحذية، وغيرها…
بداية الحسد والطمع
أصبح يلاحظ الشاب أن العائلة ميسورة الحال، ولديهم مال كثير فقد استطاعوا شراء سيارة تحميل البضائع له. ويعطونه أموالا بين الحين والأخر، كما انه لاحظ ان الأم لديها الكثير من الذهب، والابناء يمتلكون ملابس والعاب فاخرة.
ذات يوم فكرة بطريقة شيطانية، وهي أن يقوم بسرقة البيت، قال لنفسه: هم لديهم الكثير من المال ويتصدقون لي بدراهم قليلة، لماذا هم يعيشون بهذا المستوى وانا اعمل جاهدا من الأجل القليل من المال.
ظل طوال الليل وهو يفكر كيف يقوم بعملية السرقة التي خطط لها، فقرر سيحاول اقناع امه بالذهاب باكرا بحجة ان لديه عملا ضروريا مع زبون مهم، اقتنعت والدته بما قال لها.
شرور الحسد
بالصباح الباكر… أوصل والدته الى بيت الاهل، ثم ذهب مسرعا ليضع سيارته الصغيرة بأقرب موقف سيارات، ثم رجع مسرعا الى بيت الأهل.
كان يعرف ان والدته بعد الدخول تنظف البيت، وتملأ كيسا من القمامة ثم تخرجه خارجا. انتظر تلك الفرصة عندما أخرجت امه كيس القمامة تسلل بسرعة الى البيت المتكون من طابقين وسطح البيت.
كان يعرف أن الأهل نادرا ما يذهبون الى سطح البيت حيث يوجد هناك غرفة صغيرة يضعون بها كل الخردوات القديمة. تسلل الى تلك الغرفة وظل هناك منتظرا فرصته الذهبية.
عند حلول الليل، بعد ان شعر بأن الكل قد نام تسلل الى غرفة النوم، ثم بدأ بالبحث عن الذهب والأموال.
كانت الزوجة لم تنم بشكل عميق بعدن شعرت بأن هناك أحد وسط الظلام فقامت من مكانها. عند رؤيته لها بدأ يضربها بسكين حادة في بدنها العديد من الطعنات، ثم اتجه مسرعا الى الغرفة الأخرى، والتي كانت تنام فيها البنت ذات 19 سنة، والتي أصبحت تعتبره واحدا من العائلة، عند وصوله الى سريرها قام بتوجيه العديد من الطعنات القاتلة لها وهي نائمة.
ثم توجه متسللا الى غرفة الأبناء قام بقتل الكبير أولا، ثم قام بقتل الطفل الصغير ذو 5 سنوات بعد ان شعر به وصرخ بأعلى صوته.
كان الأب يدخن بالمطبخ الموجود بالأسفل، عند سماعه صوت الصراخ ذهب مسرع الى السلالم ليرى ماذا يحصل، وبنفس الوقت المجرم الشاب كان مسرعا نازلا من السلالم محاولا الهروب… عندما تقابلا بنصف المدرج وجه اليه المجرب ضربة بالسكين، تصدى لها الأب بيده ثم وقع على الأرض بسبب ألم الضربة القوية التي كان لها ضرر وجرح عميق بيده.
عندها اعتقد الشاب المجرم ان الاب مات هو الاخر، فذهب مسرعا الى باب المنزل بالأسفل خرج وأغلق الباب من ورائه وهرب.
مصير ناكر الجميل
بالصباح أوصل والدته الى البيت كأن شيء لم يحدث، كانت الشرطة هناك بالبيت تقوم بتحقيق، بدأت والدته تسأل الشرطة ماذا حدث؟ فأخبروها بما حدث بدأت تبكي، وكذلك المجرم الشاب بدأ يبكي وهو قائلا:
من فعل بهم هكذا انهم عائلة طيبة يساعدوني يوميا، من المجرم الذي فعل هذا بهم. محاولا أن يبعد الشبهات عليه.
بدأت الشرطة تقوم بالتحقيق مع الخادمة وابنها… بعض لحظات فقط من التحقيق، تتفاجأ الأم بشرطيين يقبضون على الشاب واضعين الأصفاد بيديه.
قال الشاب وهو متوترا: لماذا تعتقلونني ما الأمر؟
الشرطة: ستعرف الإجابة بعض لحظات.
بعدها اخذته الشرطة الى المستشفى، ثم ادخلوه لغرفة بالمستشفى، ليجد الرجل واقفا امامه بيده جرحا عميقا. فدار بينهما هذا الحوار:
الرجل: أيها الحقير… يا ناكر الجميل… لماذا فعلت هذا لماذا؟ كانت زوجتي تحسن معاملتك وتعطيك مالا، واشتريت لك سيارة لكي تعمل بها… وأبنائي كانوا يعتبرونك ابنا لهم… أيها الحقير هل هكذا تكافئ من أحسن اليك.
الشاب: يقول بصمت ورأسه متجه نحو الأرض… أنا اسف أنا اسف لم أكن بوعي.
الرجل: لقد قتلت كل عائلتي، أتمنى ان تأخذ أكبر قدرا من العقوبة بالسجن، قبل عقوبة الاخرة… أيها الحقير الجبان.
الشاب: قال بصوت منخفض… لقد غرني شيطان، لقد رأيت الكثير من المجوهرات بالبيت، والمال فسيطر عليا الطمع.
بعد ان تحققت الشرطة انه هو المجرم، تم اعتقاله الى السجن لينال جزائه.
العبرة من القصة
لا تضع الكثير من الثقة بأي شخص تصادفه بحياتك. ولا تظهر ما تملكه من ثروة داخل بيتك للغرباء، وحتى ابنائك المراهقين. فقد يزين الشيطان لهم أعمالهم، ليقوموا بشيء قد يندموا عليه.
دائما قم بالأعمال الخيرية او التبرع لشخص ما، بدون أن تظهر له كم تملك، سواء بقصد او بدون قصد.
لا تجعل الحقد والحسد يسيطر عليك، منا من يرى سيارة أفضل من سيارته فيقول لماذا لا أستطيع شرائها، وينسى أن سيارته الملايين يتمنوا أسوأ منها.
قدر النعم التي تمتلكها، مثل الآمن، والصحة، وسقف يأويك، والأكل الذي تتوفر عليه وغيرها من النعم…
لان تقدير النعم يجعلك دائما ممتنا لحياتك، وشاكرا وسعيدا بالحياة التي لديك. وبالنفس الوقت تطمح للأفضل وتغيير من نفسك ومستقبلك.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.