كنا رأينا بالموضوع السابق، كيف يمكن للبتكوين تقديم الفرص لنا، وأن يجعل حياتنا أسهل من خلال التكنولوجيا المتطورة التي يشتغل بها. وكيف يمكنه حمايتنا من العديد من الأزمات المالية التي قد نتعرض لها.
بهذا الموضوع سوف نرى الجانب الاخر من ثورة البتكوين، وكيف يمكن استخدامه في الأعمال الاجرامية. من خلال قصة شاب المصنف من بين أخطر المجرمين بالعالم الوهمي، الانترنيت.
بداية القصة
بسنة 2011م، قام الشاب الأمريكي روس ويليام، ذو 27 سنة حينها، بتأسيس موقع وساطة باسم سيلك روود، وذلك بالاعتماد على البتكوين كوسيلة دفع، ومتصفح ثور الخفي داخل الأنترنيت المظلم.
وذلك من أجل بيع كل ما هو غير قانوني مثل المخدرات، غسيل الأموال، والمقاطع الإباحية، وغيرها…
بسنة 2013م، أصبح الموقع قوي، ومشهور بين المجتمع الاجرامي، فقد أصبح موقع سيلك رود يضم أزيد من 1460 بائع، ويتم بيع أكثر من 25 ألف منتج غير قانوني شهريا.
كانت كل عمليات البيع بالموقع، تتم بعملة البتكوين فقط، ليكسب روس مؤسس الموقع ثروة ضخمة من البتكوين، من خلال العمولة الوساطة والخدمات التي يقدمها داخل موقعه.
بحيث استطاع كسب بسنة 2013م فقط أكثر من 50 ألف قطعة بتكوين، والتي كانت تساوي بنفس السنة ما يقارب 6 مليون دولار. أما الان بسنة 2021م تساوي أزيد من مليارين و500 مليون دولار أمريكي.
الطريق الى الهلاك.
كان يمتلك روس أعضاء، ومساعدين يتعامل معهم عن بعد، لا أحد يعرف هويته الحقيقية، ويدفع لهم اجورهم بالبتكوين.
بالنفس السنة 2013م، أنشأ أعضاء من الشرطة حسابات على موقعه، وذلك قصد الإطاحة به.
عرض أحد ضباط ايف بي أي كمية ضخمة من الكوكايين للبيع على موقعه.
ليتدخل روس شخصيا بهذه الصفقة، لأنه دائما ما يتدخل بالصفقات الكبيرة، والمهمة. قام بإرسال أحد مساعديه لاستلام الشحنة، قصد توصيلها للزبون.
بهذه العملية تم القبض على مساعد روس، لكن دون جدوى لم يعرفوا منه أي معلومات مهمة حول مؤسس موقع سيلك رود.
تواصل روس مع الضابط المسؤول عن القضية، ثم طلب منه القضاء على مساعده مقابل 80 ألف دولار من عملة البتكوين. أرسل الضابط صور مزيفة لروس ليقنعه بقتل مساعده.
بعدها أصبح روس يطلب من الضابط العديد من عمليات القتل، لمساعديه او لأي شخص يقوم بابتزازه.
بعد الكثير من المحاولات للإيقاع بروس، تم أخيرا القبض عليه بنهاية 2013من عندما ارتكب خطأ قاتل…
قام روس بوضع منشور بإحدى المنتديات العامة، كان يطلب فيه مطور مساعد لموقع سيلك رود، وقد وضع بريده الالكتروني.
رغم حذفه للمنشور بعد دقائق من نشره، الا أن الشرطة استطاعة تسجيل البريد الالكتروني الخاص به، لتبدأ عملية المطاردة.
بنهاية المطاف تم القبض عليه، وهو جالس بمكتبة عامة بعدما تم تعقبه من خلال بريده الالكتروني. ليتم اقفال موقع سيلك الرود، وبذلك تنتهي مسيرة واحد من أخطر المجرمين بالعالم الرقمي، الذي كان يعتبر كابوسا لأعضاء مكتب الايف بي أي.
لازال الشاب روس ويليام، البالغ من العمر 37سنة حاليا بسجن توكسون الأمريكي الى الأن، ولا يوجد أي فرصة له بأن يخرج من السجن، ليقضي الباقي من عمره بالسجن.
بالسنوات الماضية كان البتكوين غير مركزي، بشكل كلي… لكن حاليا أصبح شبه مركزي، لأن معظم المحافظ، والبنوك التي تدعم البتكوين بعد التسجيل بها، تطالبك ببطاقة الهوية الخاصة بك.
وبهذه الطريقة يتم معرفة كل تحويلاتك التي تقوم بها. ففي النهاية انحرف البتكوين عن السبب الذي أسس من أجله، وهو الخصوصية. ليصبح من الصعب على أي مجرم تقليد روس ويليام.
نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.