معظمنا يعرف ان دول شمال اوروبا او ما تعرف باسم الدول الاسكندنافية، دائما في اعلى قائمة مؤشر أسعد دول بالعالم السنوي. حيث بدأت العديد من الأعين تراقب هذه الدول، والبعض حلمه أن يقيم بها ليصبح جزء من أسعد شعوب العالم.

ولكن هل تعتقد فعلا أن هذه الشعوب حقا سعيدة؟

مؤشر السعادة.

من بداية سنة 2013م، والى الان يتم وضع تقرير عالمي لمستوى السعادة الذي يشمل كل دول العالم.

بدأ الباحثون يحاولون إيجاد مؤشرات، وبيانات التي من خلالها سيتم تصنيف دول العالم من الأسعد الى الأقل سعادة.

وقد كانت هذه المؤشرات التي اعتمدوها هي التغطية الصحية، والتنمية الذاتية، ودخل الفرد السنوي، بالإضافة الى عدد ساعات العمل اليومية وغيرها من البيانات…

من خلال دراسة هذه المؤشرات لكل دول العالم، تبين أن دول شمال أوروبا تتفوق بذلك مثل فنلندا، والدنمارك ونرويج… فهم يمتلكون تغطية صحية متكاملة، بالإضافة الى عدد ساعات عمل أقل، وتنمية ذاتية تتطور بسرعة.

ولكن هل فعلا هذه البيانات كافية لتحكم على شعبا كاملا انه سعيد ام لا؟

مدى سعادة شعوب شمال أوروبا.

قد يكون ما نراه على انترنيت، وبالأخبار يخفي الكثير من الحقائق والمشاكل. التي لا يمكن ان نتعرف عليها، الا إذا عشنا تجارب مشابهة، وبنفس الظروف والمكان.

هناك دراسة قام بها مجموعة من الباحثون، بمحاولة دراسة مدى سعادة الافراد بأوروبا، والتي اخذت 5 سنوات بين 2012م الى 2016م.

قام الباحثون بطرح سؤال بسيط على العديد من الافراد وبمختلف الاعمار، ومن دول أوروبية مختلفة. فوجدوا انه أكثر من 12% من شمال أوروبا قالوا انهم يعانون من صعوبة الحياة، 15% منهم تقريبا من الشباب.

ومن خلال التجربة استنتجوا ان القوة العقلية، وطريقة التفكير، تلعب دورا كبيرا فيما يسمى بالرفاهية الذاتية، أي انت كيف ترى نفسك بهذه الحياة.

قد يعجبك  طريقة تعامل شركة جوجل مع موظفيها

وقد صرح أحد كتاب التقرير لتلك الدراسة، مايكل بيركجر لصحيفة جارديان، ان المزيد من الشباب بدول شمال أوروبا يعانون من الوحدة، وضغوطات الحياة المبكرة، إضافة الى العديد من المشاكل العائلية.

نسبة الانتحار بدول شمال أوروبا.

التناقض الكبير هو أن تكون دول شمال أوروبا هي الدول الأسعد بالعالم، وبنفس الوقت لديها واحدة من اعلى مستويات الانتحار.

فنلندا والدنمارك لديهما نسبة كبيرة من معدلات الانتحار، خصوصا لفئة الشباب من 15 الى 29 سنة.

رغم ان النسبة تقل بشكل سنوي لكن هذه الظاهرة لازلت منتشرة بدول شمال أوروبا.

اما بالنسبة لدولة السويد فنسبة الانتحار عالية هي الأخرى، حيث انه بناء على اخر احصائيات لسنة 2015م، سنويا ينتحر 17 شخصا بين كل 100 ألف شخص، غالبيتهم بعمر 45 سنة الى ما فوق.

بالمقابل ان نسبة الانتحار ببعض الدول العربية، تتراوح بمعدل شخصين بين كل 100 ألف شخص، رغم ان هذه الدول العربية تصنيفها جد متدني في مؤشر السعادة السنوي.

اما بالنسبة لأفغانستان الدولة الأخيرة بمؤشر السعادة السنوي، فنسبة الانتحار بها 3 أشخاص بين كل 100 ألف شخص.

الشعور بالسعادة.

هناك الكثير من الفيديوهات لبعض اليوتوبرز الأجانب، حيث يقومون بطرح سؤال لأشخاص بالشارع بدول شمال أوروبا. هل انت سعيد بحياتك؟ والمفاجئة أن الكثير منهم لم يعرف الجواب هل هو فعلا سعيد ام لا.

أوروبا شمالية تمتاز بجودة حياة تتمناها العديد من الشعوب الأخرى، كالخدمات والتغطية الصحية المجانية، وقوة التعليم، وجودة المعيشة، وهذا الشيء لا يمكن انكاره.

ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص لأخر، من دولة لأخرى، ومن ثقافة لأخرى، بالإضافة الى قوة التدين والايمان.

 شخص ترعرع وسط حياة الرفاهية، ودولة يتوفر بها كل شيء. طبعا سيكون طعم السعادة بالنسبة له بمذاق اخر. لان الرفاهية بالحياة كلما زادت، زادت معها متطلباتنا لشعور بطعم السعادة.

قد يعجبك  أقوى 10 زلازل مرت بالتاريخ

هل تشعر بالسعادة عندما تقوم بفتح صنبور الماء وتشرب منه؟ لا اظن ذلك. ولكن ما مدى سعادة قوم يعيشون وسط الصحراء  

 لقد نسينا بأن السعادة ليست الحصول على ما لا نملك، بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك.

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.