الكثير من الشباب حاليا يجرب شيء لمدة قصيرة، إذا فشل يستسلم او يقول إن هذا الشيء غير مجدي. وهناك البعض يحكم على الشيء قبل تجريبه حتى، فقط من خلال استماعه لآراء الاخرين.

بهذه القصة سنتعرف على واحد من أكثر الأشخاص طموحا وإرادة حسب رأيي. من خلال هذه القصة ستعرف ان الفرص التي تمتلكها، ووضعك الاجتماعي أفضل بكثير.

من هو مؤسس هوندا؟

تعرفوا على واحدة من أكثر الشخصيات إلحاحا، وتشبتا بالأمل رغم الزمن والمكان القاصيان الذي كان يعيش به حينها.

ولد سيكيرو هوندا باليابان سنة 1906م. بهذه الفترة كانت اليابان تعاني من الحروب، والحصارات الاقتصادية وغيرها…

كانت عائلة سيكيرو تعيش بفقر لا يرحم، فقد مات العديد من أفراد اسرته بسبب ندرة الطعام. لم يدرس كثيرا بسبب ظروفه، فقد خرج مبكرا ليتوجه الى سوق العمل.

وهنا تعرف سيكيرو الصغير لأول مرة على عالم الميكانيك وصيانة السيارات، حيث كان يساعد صاحب ورشة صغيرة في صيانة السيارات.

بداية الطريق.

لاحظ صاحب الورشة أن هوندا يهتم كثيرا بصيانة السيارات، كما انه كان يسأل عن أي شيء لا يفهمه. مع مرور السنين أصبحت لديه خبرة واسعة بعالم السيارات، كان يوفر القليل من المال ليشتري معدات بسيطة ليقوم بالتجريب عليها.

بعد العديد من المحاولات، استطاع سيكيرو أن يصنع حلقات صمام لمحرك السيارات. حاول أن يقوم بالتعاقد مع شركة تويوتا الرائدة بعالم صناعة السيارات باليابان. لكن لسوء حظه تم رفضه من خبراء شركة تويوتا بسبب أن اختراعه غير مكتمل بعد.

بدل اليأس والإحباط بسبب الرفض، بدأ سيكيرو هوندا بالتعلم أكثر بالمجال. بدأ يدرس ويتعمق أكثر وأكثر بعالم محركات السيارات.

بعد سنتين من التعلم، استطاع أخيرا تحقيق الشروط التي طلبت منه، وبالفعل تم العقد بينه وبين شركة تويوتا.

قد يعجبك   صابر باتيا من الظروف الصعبة الى مليونير

كانت شركة تويوتا تطالبه بكميات كبيرة، مما دفعه لتفكير ببناء مصنع. وهنا تبدأ المشاكل الحقيقية واحدة تلو الأخرى. أولها رفضت الحكومة اليابانية بإمداده بالأسمنت لصنع المصنع، وذلك بسبب الأزمة التي تعيشها الدولة.

ولكن سيكيرو هوندا لا يستسلم أبدا، قرر أن يصنع الاسمنت بنفسه، استعان ببعض المختصين الذين بالفعل ساعدوه بصناعة الاسمنت المناسب.

فرحة هوندا بالانتهاء من انشاء المصنع لم تدم كثيرا، فقد تم قصف المصنع من طرف الطائرات الأمريكية بسبب الحرب العالمية الثانية.

وهل تظن أن سيكيرو هوندا سيستسلم؟ بالطبع لا، فقد قام بترميم المصنع للمرة الثانية. ولكن بعد فترة قصيرة انهار المصنع مجددا بسبب الزلزال الذي أصاب مدينته.

وطبعا صاحب الشخصية التي لا تستلم، قام بترميم المصنع مجددا، ليبدأ في تركيز بعد ذلك في تطوير مشروعه ويترك المصائب وراء ظهره.

الطريق نحو النجاح.

بعد خروج اليابان من الحرب العالمية الثانية، تعرضت لأزمة كساد اقتصادي حادة. والتي أدت الى نقص في توفر امدادات البنزين.

وهنا استغل سيكيرو هوندا هذه الأزمة لصالحه، فقد استطاع صناعة محرك لدراجات تعمل بالكيروسين بدلا من البنزين.

لم يتوقع سيكيرو هذا الاقبال الكبير ليصبح مصنعه مشهورا، ويتزايد الطلب على محركه.

بسنة 1948م استطاع سيكيرو تأسيس شركته باسم هوندا باليابان رسميا. ثم بعد 20 سنة استطاع أن ينقل شركته الى العالمية، استطاع أن يبيع أزيد من مليون دراجة هوندا بأمريكا وأوروبا. بعد تحقيقه لهذا الإنجاز استطاع أن ينال جائزة إمبراطور اليابان.

توفي سيكيرو هوندا سنة 1991م بعمر 85 سنة، ليترك من ورائه واحدة من أكثر القصص الملهمة للشباب بجميع أرجاء العالم. وكذلك واحدة من بين أضخم الشركات بالعالم الرائدة بصناعة السيارات والتي تساوي قيمتها السوقية أزيد من 54 مليار دولار بهذه السنة.

قد يعجبك  قصة المصلين والتابوت

العبرة من القصة.

نعيش حاليا بفترة من الزمن كل شيء يتوفر بها لنجاح، لكن رغم ذلك معظم الشباب يشتكون من الإحباط والفشل، رغم أن أكثرهم لم يخوضو أي مغامرة او تجربة ما.

دائما تذكر مثل هذه الشخصيات الملهمة التي نجحت من ظروف أسوأ منك بمئات المرات.

 لو استطعت أن تحصل على 10% فقط من إصرار وحماس سيكيرو هوندا، حتما ستنجز أشياء لم تكن تتوقعها.

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.