قصة جميلة ومعبرة، لقارون التي تحكي كيف يمكن للمال أن يغير الناس، ويصبح سبب في تدميرهم بدل تسهيل حياتهم وجعلها أكثر رفاهية.
دعونا نتعرف على قصة قارون بخلاصة، من الفقر والتواضع والتدين بين قوم موسى عليه السلام، إلى أكبر أغنياء وطغاة عصره.

حياة قارون

قارون هو واحد من قوم موسى، أي من بني إسرائيل، وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. وهو واحد من أقرباء موسى وعشيرته، وتقول بعض الروايات إنَّه كان إبن عم موسى لأبيه وأمه، فيلتقيان في النسب بقوم قاهث.
كان قارون واحدًا من أتباع موسى عليه السلام، وكان شديد العبادة. أيضا من أكثر بني إسرائيل في عبادته، حتى إنَّه اعتزل في أحد الجبال يتعبد ربه أربعين عامًا.

حاول إبليس أن يفتنه بالشياطين لكنهم لم يقدروا عليه، فتمثل إبليس بنفسه على صورة رجل وبدأ يتعبد معه حتى فاقه في العبادة.

أصبح قارون يتواضع لإبليس أشد التواضع، وبدأ إبليس يستدرج قارون فقال له: لا نشهد للقوم لا جماعة ولا جنازة فوافقه قارون.

ثم جعل بنو إسرائيل يحملون الطعام إليه، فقال له إبليس: إنّنا أصبحنا عالة على القوم. فالرأي أن نخرج في يوم نكسب فيه المال، وباقي الوقت نعبد الله.
ثم استدرج إبليس قارون أكثر، فقال لقارون: أصبح حالنا أفضل ولم نعد نحتاج أحد. فالرأي أن نعمل يومًا ونتعبّد يومًا.

لمَّا وصل قارون إلى هذه الدرجة تمكَّن منه إبليس وتركه وانصرف، وفُتحت لقارون الدنيا، فنسى ما كان عليه من الزهد والعبادة.
أصبح قارون لا يفعل شيء إلا التجارة والإستغلال، من أجل الحصول على أكبر كمية ممكن من المال.

مع مرور الوقت أصبح قارون مقربا من فرعون، بدأ يلتمس منه الأراضي لزراعة، والجبال من اجل تعدينها واستخراج الذهب، كما أنه أصبح يحتكر التجارة.

قد يعجبك  قصة ضياع الطريق

قصة قارون وطريق التكبر

كيف اصبح قارون غنيا

أصبح لقارون كنوز الدنيا كلها، لدرجة أن مفاتيح كنوزه كان يعجز عن حملها الرجال الأشداء الأقوياء. وقد صنعت مفاتيح كنوزه من جلود الإبل، وكان كل مفتاحٍ من المفاتيح لكنز من الكنوز.

كان قارون يحمل مفاتيح كنوزه أينما ذهب، فكانوا يضعون المفاتيح على سبعين بغل من البغال القوية.
بدأ قارون يخرج على قومه متكبرًا، تعلوه بهرجة الحياة وزينتها ومعه المراكب والخدم والحشم وهو يمشي في خيلاء ويستعرض ما عنده من المُلك أمام النَّاس، حتى تمنى طائفة من القوم أن لو كانوا مثله ومعهم ما معه من متاع الحياة الدنيا.
عندما بدأ قارون باحتقار قومه، وأصبح يرى نفسه فوقهم، جاءه موسى عليه السلام ينبهه ويكلمه، بأن يستخد المال والملك الذي أتاه الله في الخير ومساعدة قومه، لكنه أبى.

لم يكن قارون يخرج من ماله لا صدقة او زكاة، كما انه كان يضرب كل من يطلب منه صدقة.

قصة قارون والعبرة

كلما كلم نبي الله موسى قارون، زاد عنادا وتكبرا. فقد أنساه المال والكنوز ما كان عليه من ايمان وزهد في الحياة.

حاول موسى عليه السلام أن ينصحه مرارا وتكرار، لكن قارون أعمت الأموال بصيرته، فزادته عنادا وتكبرا. هنا يأس منه موسى، وعلم أنه لن يرجع على ما أصبح فيه أبدا، فدعى الله أن ينتقم من قارون.
في لحظة خاطفة، إبتلعت الأرض قارون مع حاشيته وقصره وأمواله وكنوزه التي لا تعد ولا تحصى. لدرجة انها إختفت تماما كما لو لم يكن لها وجود أبدا.
العبرة من القصة، أن هذا الأمر الذي حصل مع قارون، لازل الى يومنا هذا.

كم من شخص غيره المال، وكم من شخص جعل المال حياته جحيما. وكم من شخص انتحر بسبب المال، وكم من شخص إنتهى به المطاف بالسجن بسبب المال وعدم حسن تسييره. وكم من شخص باع نفسه وعائلته من أجل المال، الذي سيتركه بعد أربعين او خمسين سنة.
المال هو وسيلة أن تختار كيف تنفقها، هل تشتري به النار عن طريق اهداره وتسخيره في مضرة الناس. أو تختار أن تشتري به الجنة والآخرة، عن طريق الصدقة ومساعدة المحتاجين.

قد يعجبك  قصة عن قدر الله لنا

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.