عالم الإجرام كان من قديم الزمن ولا زال وسيظل الى الأبد. لا يمكن أن يكون المجتمع كله بدون أشخاص يغلب عليهم حس الجريمة. مثل القتل، السرقة، النصب، او الإغتصاب. وهذا ما سنتطرق إليه بهذه القصة، سنحكي قصة عن الإجرام لشخص مجرم كان يقوم بخطف الأطفال، ثم يقوم بالتعدي عليهم جنسيا، يعذبهم ثم يقوم بقتلهم، ثم إخفاء جريمته.
بداية القصة
كان هناك طفل صغير بدولة عربية، أمه متوفية. يعيش مع ابوه مدمن الكحول. كان الطفل منذ طفولته يتعرض الى الضرب والشتم من طرف أبيه المدمن.
بعد ان وصل الطفل الى 11 سنة، قرر الهروب من حياة الجحيم التي يعيشها مع أبيه.
فعلا هرب الطفل إلى الشارع، الى مدينة اخرى. والعجيب أن أب الطفل لم يزعج نفسه حتى بالبحث عن الطفل بعد أن هرب.
هنا بدأت حياة التشرد عند الطفل الصغير. بدأ ينام بالشارع، يتعرض للسرقة والضرب من طرف المشردين الأكبر منه.
بدأ الطفل ذو 11 سنة يعيش معاناة من نوع آخر، لكن رغم ذلك لم يفكر بالعودة أبدا الى أبيه. يعرف الطفل إذا رجع سيقوم بضربه ضربا مبرحا أكثر من الأول بسبب هروبه.
بداية المسار الإجرامي
بعد أن بدأ الطفل يعيش معاناة من نوع أخر، (اغتصاب، ضرب، سب، سرقة…). بدأ يتأقلم مع هذا النوع من الحياة، ليصبح مثلهم.
بدأ يسرق أيضا، يقوم بضرب الأضعف منه وهكذا الى أن وصل الى عمر 18 سنة.
بسبب البيئة الإجرامية التي كبر فيها، والضغوط النفسية التي عاشها (من ضرب واغتصاب وسب…)، أصبح مجرم لا يرحم.
بعد أن أصبح شابا أصبح الاجرام يجري بدمه. كان يقوم بسرقة نساء بالقوة، يأخذ هواتفهم، وأموالهم… مع مرور الوقت أصبح معروف عند الساكنة بالمنطقة لذلك قام بتغيير المدينة.
بالمكان الجديد الذي انتقل إليه، كان يريد أن يبدأ بطريقة جديدة. بحث عن عمل، ليجد عمل بمحل صغير لتصليح الأدوات المنزلية، (ثلاجة، فرن، آلة الغسيل…).
نشوة الإجرام
مع مرور الشهور بدأ الأهل يلاحظون اختفاء الأطفال والفتيات الأقل من 14 سنة. بما أن المدينة كانت صغيرة انتشر الخبر بسرعة، بدأ الأهالي يخافون على أبنائهم.
كانت الشرطة تعمل على مدار 24 ساعة، بسبب استمرار اختفاء الاطفال.
يوما من الايام شخص يمر من أمام بئر جاف قديم، بمكان مهجور بالمدينة الصغيرة. بدأ الشخص يشم رائحة عفنة قوية، بعد أن قام بإحضار مصباح نظر وسط البئر، انصدم من المنظر.
وجد وسط البئر جثث الأطفال المختفين منذ مدة. اتصل الرجل بالشرطة ليبدأ التحقيق، وكذلك انتشر الخبر بين أهل المدينة أن الأطفال تم العثور عليهم.
طبعا المجرم كذلك عرف الأمر، لذلك لم يعد يقوم بخطف الأطفال.
مع استمرار التحقيق، المجرم كذلك استمر في التخفي. لكن بما أن الأجرام يجري بدمه لم يستطع الصبر أكثر.
قام المجرم باختطاف طفل آخر، ليقوم باغتصابه وتعذيبه ثم قتله. لكن هذه المرة وجدت الشرطة جثة الطفل بمكان آخر قريب من مكان إقامة المجرم.
عند التعمق بالتحقيقات، لاحظت الشرطة أن كل الأطفال، بينهم شيء مشترك. كان كل الضحايا مكبلين بأسلاك نحاسية، حتى آخر طفل وجدوه، ليعرفوا أن كل العمليات من طرف نفس الشخص.
الوقوع في الفخ
بدأت الشرطة، بالبحث عن مصدر هذه الأسلاك. ليجدوا اخيرا محل صيانة واصلاح الآلة المنزلية الذي يعمل به المجرم.
بعد استجواب صاحب المحل، قال لهم أنها فعلا اسلاكه وهي من المحل. ولكن لا يعرف كيف وصلت إلى الضحايا، ثم اخبرهم أنه قد وظف شخص جديد جاء من مدينة أخرى.
بعد هذا التصريح شكت الشرطة بأن هذا الشخص سيكون هو المجرم. قالوا لصاحب المحل لا تخبره بأي شيء، سنقوم بمراقبته.
بعد مراقبة المشتبه لعدة أيام، تم التأكد من أنه هو المجرم. ليتم القبض عليه متلبسا، كان قد اختطف طفلة ذات 8 سنوات، والتي كان طبعا ينوي اغتصابها، ثم تعذيبها وقتلها في آخر المطاف كما فعل مع الأطفال من قبلها.
بعد القبض عليه اعترف بكل جرائمه. كما انه اعترف بجرائم أخرى قام بها بالمدينة التي نشأ بها.
اثناء استجوابه، أخبرهم أنه كان يغري الأطفال بالحلوى، وأنه شخص لطيف. بعدها يستدرجهم بعيدا عن الناس ليقوم بخطفهم بالقوة.
بعد خطفهم قال انه يقوم بضربهم، ثم ممارسة الجنس عليهم. ولكي لا يفضح أمره عند الانتهاء من عملية الاغتصاب العنيفة التي كان يقوم بها، يقوم بقتلهم بطريقة بشعة، ليخفي الدليل.
تم الحكم عليه بالإعدام لكنه ظل بالسجن مدى الحياة، كان يعاني نفسيا كل يوم يقول اليوم يشنقوني. وهذا الحكم أقوى من الإعدام، التعذيب النفسي لا نهاية له.
العبرة من القصة
بمعظم الحالات، يكون الأهل هم السبب في المسار الذي يختاره الأبناء. مثل المجرم بقصتنا، بسبب ما عاناه من والده بطفولته، أصبح مجرما خطيرا.
وبسبب عمليات الاغتصاب التي تعرض لها وهو صغيرة، أصبح مضرب نفسيا. ليبدأ بالإنتقام بأبشع طريقة، التي تدل عن الكره لذات بداخله.
والأمر الآخر، الأطفال الذين قام باختطافهم. أين أهل الأطفال؟ ولماذا هم لوحدهم بمدينة شبه فارغة ليس بها الكثير من الناس؟
ولماذا لم يعلموا أطفالهم أن لا يذهبوا مع الغرباء؟ هناك أطفال نجوا بحياتهم بسبب أن أهلهم علموهم أن يتجنبوا الغرباء.
ما معنى الإجرام؟
من وجهة نظري، أن الأجرام هو مجموعة من العوامل تشترك فيما بينها لتعطينا شخص مجرم. من بين أهم العوامل نشأت المجرم، مثل المجرم بقصتنا، تعرض للعنف وحياة قاسية منذ طفولته.
لو تدخلت الدولة أو مؤسسات انسانية، لكان احتمال كبير بأن يكون شخص جيد. لهذا الإجرام تختلف نسبته من بلد لأخر.
الدول ذات الاجرام المرتفع لا يوجد بها نظام احترافي في تأهيل الأطفال المتخلى عنهم، أو اعادة تأهيل الشباب الذين كبروا بالشوارع.
وبنفس الوقت الدول ذات نسبة الإجرام المنخفضة، لديها منظومة متكاملة. من طريقة التعامل مع الأطفال إلى إعادة تأهيل المنحرفين.
مثلا بأوروبا إذا كان الأبوين سيئين بالتربية، او منحرفين مثل الاب بقصتنا. تتدخل الدولة بهذه الحالة وتنزع الإبن من أهله، لكي لا يكبر مريض نفسي او مجرم خطير.