في الوقت الذي كانت فيه المرأة المسلمة لا تستطيع مناقشت العلماء، في مجال الفقه والسياسة.

كان هناك إمرأة تحدت كل هذه القيود، ليتم الإعتراف بها كواحدة من أذكى العلماء بعصرها، وأول إمرأة قامت بما لم يقم به غيرها من الرجال.
إنها فاطمة بنت محمد الْفِهْرِيَّة، من الشخصيات النسائية البارزة في التاريخ الإسلامي. اشتهرت بكونها مؤسسة أول جامعة في العالم الإسلامي، وهي جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب.
ما قصتها؟ وكيف قامت بانشاء فكرة الجامعة؟

طفولة فاطمة الفهرية

اول مدرسة بالعالم

ولدت فاطمة في قرطبة بالأندلس لعائلة عريقة ثرية، كما أن هناك بعض الروايات التي تقر أنها ولدت بمدينة فاس العريقة.

لكن الشيء المتفق عليه، هو أن أصلها من مدينة القيروان التونسية، حيث هاجر أهلها باتجاه الحضارة الأندلسية، التي كانت حينها من أقوى الحضارات الإسلامية.
نشأت فاطمة في بيئة مُحبة للعلم والمعرفة، حيث كان والدها تاجرًا ثريًا يهتم بالعلم والثقافة. حيث تميزت منذ صغرها بنباهتها وشغفها بالتعلم. تلقت تعليمها في منزلها، حيث تعلمت اللغة العربية والفقه الإسلامي والعلوم الأخرى.
اشتهرت كذلك بذكائها وقوة شخصيتها وشجاعتها النادرة، حيث كانت تمتلك روحًا قويةً، لا تخشى المواجهة والدفاع عن حقوقها. في ذلك الوقت، كانت النساء في الأندلس يعانين من قيود اجتماعية شديدة، ولا يُسمح لهن بالمشاركة في الحياة العامة.

قصة كفاح المرأة المسلمة

لكن فاطمة كانت مختلفة، فقد رفضت القيود المفروضة عليها وأصرت على حقها في التعلم والمشاركة في النقاشات الفكرية والدينية. كانت تحضر مجالس العلم والفقه التي كانت حكرًا على الرجال في ذلك الوقت، وتناقش العلماء وتتحداهم بأسئلتها النقدية.
في سن مبكرة، انتقلت فاطمة مع عائلتها إلى المغرب، وأقامت في مدينة فاس. هناك، واصلت نشاطها العلمي وأسست بيتًا للعلم، حيث كانت تلقي دروسًا ومحاضرات للنساء والرجال على حد سواء.
سرعان ما اكتسب بيت فاطمة شهرة واسعة، وأصبح ملتقى للطلاب والباحثين من جميع أنحاء المغرب والأندلس. كان العلماء والمفكرون يأتون من أماكن بعيدة للاستفادة من معارفها الغزيرة وحضور محاضراتها القيمة، وكذلك حبا في الإطلاع على أول امرأة تقوم بإعطاء دروس في العلم والفقه.
نظرًا للإقبال الكبير على بيت فاطمة، أدركت الحاجة إلى إنشاء مؤسسة تعليمية أكبر وأكثر تنظيمًا. فكانت الخطوة التالية هي إنشاء أول جامعة في العالم الإسلامي، والتي تعتبر أيضًا أول جامعة في التاريخ البشري.
بعد وفاة والدها عام 856 ميلادي، قررت فاطمة وشقيقتها مريم تخصيص ثروتهما لبناء الجامعة.

قد يعجبك  السلطان وعبرة الموت

قصة تأسيس أول جامعة بالعالم

وفي عام 859 ميلادي، أسست فاطمة “جامعة القرويين” في مدينة فاس، والتي كانت تُعرف في ذلك الوقت باسم “الجامع القرويين”.

كانت هذه المؤسسة التعليمية الرائدة تضم مسجدًا وعددًا من القاعات الدراسية والمكتبات والمساكن الطلابية.

شملت كذلك العديد من الكليات، مثل: كلية الشريعة، وكلية الطب، وكلية الفلك، وكلية الرياضيات.
جذبت جامعة القرويين الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث توافدوا للدراسة في مختلف العلوم والفنون، بما في ذلك الفقه والحديث واللغة العربية والرياضيات والفلك والطب والفلسفة.
كانت فاطمة تشرف بنفسها على إدارة الجامعة وتعيين أساتذتها، وكانت تلقي محاضرات شخصية للطلاب. كما حرصت على توفير بيئة تعليمية مثالية للطلاب، بما في ذلك توفير السكن والطعام والكتب والمراجع اللازمة.
سرعان ما اكتسبت جامعة القرويين شهرة عالمية واسعة، وأصبحت مركزًا رئيسيًا للتعليم والبحث العلمي في العالم الإسلامي. تخرج منها العديد من العلماء والمفكرين البارزين الذين ساهموا في تطوير العلوم والفنون والحضارة الإسلامية.
فحتى بعدما توفيت فاطمة الفهرية عام 878 ميلادي، ضلت الجامعة تعمل ولازالت تعمل الى يومنا هذا.
لتبقى فاطمة بنت محمد الفهرية، رمزًا للمرأة المسلمة المتعلمة والطموحة، التي تحدت التقاليد وكرست حياتها لنشر العلم والمعرفة.
إلى يومنا هذا، لا تزال قصة فاطمة الفهرية تُروى، لتقوم بإلهام النساء في جميع أنحاء العالم الإسلامي للدفاع عن حقوقهن والمطالبة بالمساواة والحق في المشاركة بالرأي والتعليم.

نرجوا منك متابعتنا بمواقع التواصل الإجتماعي أسفله. كما يمكن ارسال أي سؤال أو استفسار.

Instagram

Youtube

TikTok

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.