محمد بن عبد الكريم الخطابي

يعتبر محمد بن عبد الكريم الخطابي من أكبر السياسيين ومثقفين ان ذاك ولد سنة 1882م بمدينة أجدير بالمملكة المغربية وقد عرف بفطنته وقيادته العسكرية ذات الاستراتيجيات المحكمة وقد قام باختراع عدة تكتيكات حربية كحرب الخنادق وضرب والفر وغيرها من المهارات رغم انه لم يدرس باي مدرسة عسكرية. نشأ عبد الكريم الخطابي مع اباه الدي تنحدر اصوله من منطقة الريف بالمغرب وقد كان من اهم الشخصيات بقبيلته من بني ورياغل فقد كان قاضيا حيث يقوم بحل قضايا اهل القبيلة. وقد كانت تعرف عائلة الخطابيين بالمكان والهبة والمستوى الثقافي والعلمي والسياسي الدي لا غنى عنه.

مسيرته الدراسية:

بدأ عبد الكريم الخطابي مسيرته العلمية بدخوله الى دار تحفيظ القران الكريم وتعاليم الدينية والشرعية بمنطقته. وبعدها انتقل الى مدينة تطوان بشمال المغرب وبعدها انتقل الى مدينة فاس التي كانت تعرف بأفضل المدن ثقافيا وعلميا. ثم قرر اباه ان يأخذه الى مدينة مليليه حيث حصل على شهادة الثانوية العامة من هناك. وبعدها رجع الى المدينة العلمية فاس ليلتحق بجامعة القرويين.

في فترة دراسته بجامعة القرويين ارتقى الى مستوى عالي من العلم وثقافة ودلك راجع لأساتذته كمحمد الكتاني وعبد الصمد بن التهامي اللذين كانا يعرفان من أفضل أساتذة عصرهم.

وقد بدأ مسيرته المهنية بسنة 1907م كمعلم ثقافة دينية والشريعة الإسلامية بمدينة مليليه لأفراد المسلمين وأحيانا يشتغل بترجمة بسبب اتقانه للغة الامازيغية الريفية والعربية واللغة الاسبانية. وبسبب هدا استطاع العمل بالإدارة المركزية للشؤون الاهلية بمدينة مليليه.

سنة 1910م اشتغل صحفيا بيومية تيليغراما دير ريف باللغة الاسبانية والتي كانت تهتم بشؤون الريف واخبارها وقد كان اول شخص يدخل عليها فقرة باللغة العربية والموجهة الشعب المغربي. وبسنة 1913م تم تعيينه قاضيا على خطى والده وبعدها بسنة واحد فقط أي 1914م تم تعيينه قاضي القضاة العام بأمر من المقيم العام الاسباني وقد عرف بالحنكة والعدل بين الساكنة المسلمة بمدينة مليليه.

قد يعجبك  ما الهدف من الحياة؟

أحداث تاريخية:

بسبب تضامنه مع الشعب الألماني خلال الحرب العالمية الأولى تم سجنه سنة 1915م روسطروغوردو ودلك بأمر من السطات الفرنسة التي كانت تعتبر ذات نفود قوي وعدائيتها اتجاه ألمانية.

اتهام فرنسا لعبد الكريم الخطابي بتعاونه مع القوات الألمانية ومشاركته في استخبارات.

انتقال المستعمر الاسباني وتعمق في السواحل المغربية الشمالية وسيطرة على مضيق جبل طارق وشيء الدي تولد من خلاله الرفض والمقاومة القوية من قبل شيوخ القبائل الريفية والامازيغية. وخلال هده المرحلة تولد لدى عبد الكريم الخطابي إحساس قوية ممزوج بين الاضطهاد والكره السياسي والفكري للمستعمر الاسباني والفرنسي.

إنجازاته:

توحيد صفوف جميع القبائل الشمالية والريفية ضد المستعمر الفرنسي والاسباني كقبيلة تمسمان بني توزين وبني ورياغل وغيرها من القبائل.

هزيمة العدو الاسباني بمعركة انوال سنة 1921م رغم تفوقهم عدتا وعددا حيث اعتمد الاسبان على تقنيات الحديثة والأسلحة والمدافع الثقيلة ضد قبائل تعرف منطقة عن ظهر قلب مسلحين بالشجاعة وبنادق صيد قديمة مع خناجر والأقواس.

تأسيس الجمهورية الريفية سنة 1921م والتي كانت تضم كل المدن والقبائل بمنطقة الريف وهدا التأسيس جاء بعد مطالبة عبد الكريم الخطابي من باقي المدن والقبائل بجنوب ووسط المغرب المساعدة لتغلب على العدو الفرنسي والاسباني لكن معظمهم رفض وبعضهم كان عميل للمستعمر الفرنسي لذلك من خلال غضبه واقتناعه انه لا يجب ان يثق بالقبائل الخارجية لأنه عرف ان بعضهم عملاء لفرنسا لذلك قرر ان يستقل بنفسه ويعمل بلد جمهوري ريفي مستقل داخل المغرب. تأسيس عدة استراتيجيات حربية جديد لم يكن لها وجود كحرب الخندق الواحد وتطوير قتال المعروف بحرب العصابات حيث كانوا يشنون هجمات ليلية وأحيانا بمناطق تزويد الموارد للعدو حيث يحاصرون وسائل نقل واستلاء على أسلحتها ومؤن الغذائية.

قد يعجبك  كيف أختار أفضل الأصدقاء؟

سقوط الجمهورية الريفية:

كان سقوط الجمهورية الريفية إثر الهجمات المتكررة للجيش الفرنسي والاسباني وبعض العملاء من المغرب والمرتزقة وقد كان للخونة فضل كبير بسقوط الجمهورية بسبب معرفتهم لتضاريس المنطقة وكيفية تفكير شيوخ القرى.

وبعد تشديد الخناق على اهل الريف والقصف المستمر من المستعمرين لدرجة انهم استعملوا قنابل كيميائية على أهالي الريف والتي تعد فعل غير انساني بالقانوني العالمي. بعد رؤية عبد الخطابي لأهل منطقته يعانون ويموتون وتفشي امراض بينهم بسبب تلك الغازات والقنابل الكيميائي قرر ان يسلم نفسه في نهاية المطاف خوفا على إبادة قومه.

وبعدها قرر مجلس القضاء الفرنسي بعدم إعدامه لكي لا يعتبر قدوة او رمز بطولي لأهل الريف فتم نفيه هو واتباعه وعائلته بجزيرة لارينيو التابعة لدولة فرنسا والتي تقع بالقرب من مدغشقر على المحيط الهندي. بعد نفيه لا كتر من 15 سنة قرروا ترحيله الى فرنسا ولكن بعد عبور الباخرة بمدينة بور سعيد بدولة مصر طلب اللجوء السياسي من الملك فاروق وقد تم الاستجابة لقراره بأقصى سرعة ممكن لان سيته انتشر خارج المغرب وأصبح قدوة لكل الدول العربية والغير عربية.

توفي محمد بن عبد الكريم الخطابي بمصر القاهرة سنة 1963م

أبناء واحفاد عبد الكريم الخطابي لازالوا مقيمين بالقاهرة وقد أرخ التاريخ اقوال كتيرة اثرت في الملايين من أشهرها. (ليس في قضية الحرية حل وسط) وجاءت هاته المقولة بعد محاولة القوات الفرنسية بتفاوض معه بوضع حد لزمام الأمور.

من اخر الصور لعبد الكريم الخطابي

المدونة

الهدف من موقع مدونة يامي جعل المحتوى العربي مفيد و وغني بالمعلومات القيمة وتغيير عقليات الى مستويات راقية تجعل حياة الافراد اسهل معا للارتقاء الفكري.